الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - على الرغم من أحقيتنا بالدفاع عن بلادنا والمطالبة بصوت مرتفع باستعادة أبناءنا الأسرى لدى سلطات الاحتلال الصهيوني تصّر دبلوماسيتنا على التعامل الخجول مع ملفهم.
قبل نحو يومين طالعنا أحد المواقع الإخبارية لفلسطينيي 48 بأنباء حول تحذير دولة الكيان لروسيا من "ضرر جدي" في العلاقات معها، بعد القرار القضائي الروسي بسجن شابة يهودية – أمريكية سبع سنوات ونصف، لحيازتها 9 غرامات من الحشيش.
تل أبيب حذرت موسكو من أن تتحول القضية إلى "أزمة دولية" تضم الولايات المتحدة وهاجم رئيس لجنة التنسيق الاقتصادية المشتركة الروسية العبرية، الوزير زئيف إلكين،، القرار القضائي الروسي، وأوصى بـ "إعادة التفكير مليا في السفر عبر المطارات الروسية" في ما تبدو وكأنها دعوة لتجنب المطارات الروسية.
من المثير للشفقة ما وصلنا إليه من انحدار وتنازل عن حقوقنا ومطالبنا دون سبب مقنع لهذا التقهقر غير المبرر الأسيران هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي وقبلهما 19 أسيرا يحملون الجنسية الأردنية، وشهداء كُثر لن يكون آخرهم القاضي الشهيد رائد زعيتر لا زالوا أرقاماً طي ملفات وزارة الخارجية.
وبين هاتين المفارقتين تزداد قناعتي بأن مفاهيم الإنسانية العالمية، لا تعدو كونها جزء من ألاعيب السياسة المزيفة واللعب على الحبال، خصوصاً عندما تكون قضايا العرب والمسلمين هي الحاضرة على الطاولة، فما بين محكومة بقضية جنائية واعتقال انتقامي لشبان بعمر الورود بون شاسع يخرج من العالم المتحضر أسوأ ما لديه من العنصرية والهمجية.
يعجبني إصرار الصهاينة في الدفاع عما يعتبرونه حقوقاً لهم رغم قناعتي بأنهم لصوص دخلاء على العالم بأكمله يحاولون سرقة كل ما يمكنهم الاستحواذ عليه حتى مناشف الاستحمام في الفنادق، وأتمنى لو أن لدينا جزءاً يسيراً من تمسكهم بأطماعهم التي تعرض أمن الآخرين للخطر.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر أثار موقف دولة الاحتلال مع روسيا عقب اعتقال اليهودية الأمريكية في مطار موسكو بذهني محاولة جهاز الاستخبارات الصهيونية الخارجي المعروف بـ"الموساد" اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" حينه، في العاصمة الأردنية عمّان.
اجتاحت الملك الراحل الحسين ابن طلال حالة غضب عارمة، عندما علم بمحاولة الاغتيال، وهدد باتخاذ إجراءات شديدة ضد إسرائيل في حالة موته، مما أجبر الصهاينة على الصلاة والدعاء له أن ينجو.
لا تختلف الروايات كثيراً بين الأمس واليوم العدو ذاته والأرض المحتلة كما هي لا بل زادت مواجعها وارتفع أنينها بسبب الانتهاكات وسياسة الخنق للأرض والإنسان داخلها وخارجها، لكن الأكثر إيلاماً هو حالة البرود واللامبالاة التي وصل إليها سياسيونا ومسؤولينا وكأنهم متفرجون في مسرح لرؤية فيلم مشابه لـ "جوكر".
قشعريرة انتابت أوصالي حينما ارتسمت ملامح هبة وعبد الرحمن وما يقاسيانه من عذابات الاعتقال والإهانة على يد سجانيهم.
لكنني لن أدعو الحكومات العربية ولا المجتمع الدولي، للمطالبة بإخراجهما من الأسر، لكن سأطالب أحرار العالم بالدفاع عنهما وعن كل الأسرى باعتباره واجب إنساني مقدس، فهؤلاء من تحولوا لناي يعزف فلسطين العربية الكنعانية المسيحية المسلمة رغم أرقام حقوق الانسان والاتفاقيات الإنسانية التي لا تدرك معنى احتلال الاوطان وانتهاك الارواح.