الرئيسية مقالات واراء
في ظهوره الرسمي الثاني على التلفزيون الأردني، سعى رئيس الوزراء د. هاني الملقي إلى شرح برنامج حكومته للرأي العام المحلي، وتبرير غيابه عن الساحة، وهو الرئيس الذي يندر ظهوره، لدرجة أثارت الناس وجعلتهم، في أكثر من مرة يتساءلون: أين الرئيس؟ أين صاحب الولاية العامة؟
الملقي الذي كان ظهوره الأول العام الماضي، جاء هذه المرة وقدم دفوعه عن حكومته وفريقه كاملا، ونفى تهم التقصير عن حكومته في عدد من الملفات، وعلى رأسها أزمة حادثة السفارة الإسرائيلية التي ذهب ضحيتها أردنيان.
في هذا الخصوص، قال رئيس الوزراء إنه لم يكن هناك بطء في التعامل مع هذا الملف، وإنه صدرت ثلاثة تصريحات من الأمن العام بشأن الموضوع، وكانت متوافقة ومتسلسلة وواضحة.
الملقي الذي جلس أمام الكاميرا في مقابلة مسجلة، وقال إن الحكومة لن تتهاون في حقوق أبنائها، وإنها ستواصل العمل لتحقيق العدالة من خلال تحويل مرتكب الجريمة للقضاء. وذهب أبعد من ذلك بالقول إن طبيعة العلاقة مع إسرائيل ستعتمد اعتمادا كبيرا على مجريات العدالة في هذه القضية.
في إطلالته الثانية بدا الملقي ممسكا ببرنامجه أكثر، وقدّمه للأردنيين بوضوح، ملخصا شعار المرحلة الذي يعكف على إنجازه بـ"إصلاح القطاع العام"، بكل ما يندرج تحت هذا العنوان الكبير من تفاصيل كثيرة ومضنية.
تحت شعاره هذا، تأتي محاربة الواسطة والمحسوبية التي تفتك بالقطاع حتى لحظة جلوسه أمام الكاميرا، وأيضا محاربة الفساد، ما كبر منه وما صغر، وهو الذي ينخر في العديد من المؤسسات، وأيضا تحسين الخدمات المقدمة من الحكومة للمجتمع، وهي الخدمات التي تعاني من انحدار يلمسه متلقو الخدمة، إضافة إلى زيادة الإنتاجية، وكثير غير ذلك، إن انجزه الملقي سيكون قد انتقل بنا إلى مرحلة جديدة.
عودة إلى سؤال عنوان المقال: هل وصلت رسالة الملقي إلى الناس؟ يلزم التوقف أولا عند تصدر الملقي لمواقع التواصل الاجتماعي، أي أن الناس تفاعلوا مع المقابلة سواء سلبيا أو إيجابيا، أو استقبلوها ببعض النكات، لكن في النهاية استمع الناس إلى رئيس حكومتهم وأنصتوا.. وبعد ذلك علقوا.
أن يحتل الهاشتاق المرتبة الأولى في التفاعل، فذلك دلالة على الأهمية الكبيرة التي ما يزال الأردني يوليها لشاغل هذا الموقع، ودوره الكبير المؤثر في وجدانهم وتطلعاتهم، ويعني أيضا أهمية التواصل الإعلامي والاشتباك مع المجتمع بالخطط وشرح التحديات، وتقدير هموم الناس والتعليق على هواجسهم.
الملقي خاطب الناس عبر شاشة التلفزيون الوطني، التي اختار أن يخرج لهم منها بقرار، وكان لافتا أن المقابلة معلّبة وتقليدية وجامدة، وأظن أنها لم توصل أفكار ورؤية الملقي، وقبل ذلك نواياه حيال كل ما يحدث.
شخصيا؛ تابعت مقابلة الرئيس كاملة، وسجلت ملاحظاتي عليها كصحافية، ودونت من حديثه عديد ملاحظات كلها تصلح لأن تكون عناوين مهمة، وجميعها يمكن أن تخضع لنقاش طويل وبحث معمق، واستطعت أن أخرج بحوالي 24 عنوانا من كلامه، كلها تحمل رسائل الحكومة للناس وكيف تفكر في شأنهم.
بغض النظر عن تقييم البعض لمضمون المقابلة، والنقد الذي تعرّض له بعض مضمونها عقبها، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها حملت أول رسالة حقيقية من الملقي، لكنها قد لا تكون كافية لمد جسور الوصل بعد كل هذا الغياب، لذلك ما يزال الرئيس وفريقه في حاجة إلى مزيد من التواصل والاشتباك الحقيقي مع الناس.
ويبقى السؤال برسم الإجابة من الأردنيين: هل وصلت الرسالة؟