الرئيسية مقالات واراء
سيدة كانت تعيش على مساعدات الخيرين كونها بلا معيل، وبعد أن أصبح الخلوي حاجة وليس رفاهية، اشترت المسكينة جهازا وكان قديما جدا بحيث يقوم بتقسيم الرسالة العادية الى ثلاثة أجزاء مثل الأضاحي حتى تستوعبها ذاكرة الهاتف، والهدف التيسير على الناس فقد تذهب لقضاء بعض الحاجيات فيحضر أهل الخير ولا يجدونها فيتم الاتصال بها.
شاع بين الناس أنها اشترت جهازا خلويا وكأنها اشترت حصة في الفوسفات، وأصبح الخلوي مؤشرا على أنها تعافت من أزمتها المالية وتوقع البعض أنها تأكل (الزنجر) في آناء الليل، وذهب البعض الى أبعد من ذلك وأتهمها أنها تملك جلاية صحون في الخفاء، وبعضهم رشحها أن تكون وزيرا للمالية فقد سدت العجز والمديونية دون رفعات، وأصبح كلما يأتي أحد للحارة ليسأل عنها يقولون له: شوف غيرها، فقد اشترت جهازا خلويا، ولم يعد أحد يأتي إليها، حتى أن بعض الجارات طلبن منها سلفة مالية، وتيقنت أن الخلوي ماهو إلا لعنة فاستغنت عنه فعاد الناس ليتعاطفوا معها!
من شاهد وزير التخطيط وهو يمشي على السجاد الأحمر ووسط الأهازيج ليستقبل إحدى البواخر، اعتقد أنها تحمل أول شحنة يورانيوم تصل المفاعل النووي الأردني، وليس شحنة قمح من برنامج المساعدات الأميركية الذي مايزال لدى البرنامج قناعة تامة أننا لا نملك شيئا!
قيمة المنحة الخليجية المسددة لنا تجاوزت الثلاثة مليارات، ومع ذلك لم يذبح وزير التخطيط كبشا احتفالا بالمليارات، بينما شحنة قمح ببضعة ملايين سمعت الزغاريد احتفالا بها من شرم الشيخ!
تبرر وزارة التخطيط أن هذا الاحتفال يقام منذ 15 عاما على التوالي، 15 عاما أنجبنا فيها رؤساء وزارات ووزراء ومستشارين أكثر مما أنجبت الارانب في الأردن من مواليد، وجربوا كل السياسات والبرامج والرفعات ولم تنجح كلها في حفظ كرامتنا، 15 عاما كانت كافية لدى بعض الدول لتنهض بعد تسرب نووي أو زلزال أو أزمة مالية ونحن لم تكفنا بعد لنستغني عن شحنة قمح!
معالي الوزير .. تذكر أنه كان في الطريق باخرة تحمل لحوما أو معلبات أو بطانيات ضمن أي برنامج مساعدات، وأن الأردن لم يتعرض ولله الحمد لزلزال أو بركان أو طاعون، بل ما تعرض له الأردن هو برامج خصخصة ومجالس نيابية باهتة ومناصب للأقارب والانسباء، لذلك نحن بحاجة فعلية أن تزودنا أميركا ببرامجها المطبقة في المحاسبة والمراقبة وأسس التعيين وطرق الانتخاب، وليس قمحها وسردينها وخيمها إن أرادت فعلا مساعدتنا!
تذكر أن من يستلم رئيس قسم في الاردن يشعر بالفخر والهيبة والوقار وقد يعتذر عن استلام التنقلات خجلا، فكيف دولة ترأس هذا العام بالتحديد جامعة الدول العربية وتستلم شحنة قمح مساعدات!
تذكر أن كل عام نعقد عشرات المؤتمرات الدولية والإقليمية لنقنع العالم بفرصنا النادرة في الاستثمار، كيف سيقتنع المستثمر بالفرص النادرة والأجواء الآمنة والبيئة المناسبة وهو يرانا ما نزال نهلل ونزغرد لبواخر القمح مثل الشعوب المنكوبة!
تذكر أن اميركا لو اقتنعت بالسياسات الحكومية الاصلاحية والمالية فإن الاقتصاد سيتحسن على الأقل بعد تسع سنوات وليس شهور ولما أرسلت لنا شحنة القمح كمساعدات فهي من أموال دافعي الضرائب!
تذكر معاليك في الباخرة القادمة، "إذا بليتم فاستتروا "..