الرئيسية مقالات واراء
احمد حسن الزعبي
كلنا نتّفق أن ما يقوم به شباب الأمن العام وشباب البحث الجنائي بشكل خاص عمل مقدّر عاليا، ً يشعرنا بالحماية ويحافظ على ملامح الدولة وثبوتها ضد تفلّت الشللية والعصابات والخاوات..لكن كلنا نتّفق أيضاَ أن الفيديو الذي انتشر نهاية الأسبوع الماضي حول ضرب د.محمد الذيابات، هو سلوك بشع وتصرّف شخصي من بعض عناصر البحث الجنائي يجب ان لا يمرّ دون عقاب أو ردع..
نفهم أن صلب عمل «البحث الجنائي» هو البحث عن الجناية لا ارتكاب «الجناية»نفسها والتنكيل بالمواطن الأعزل تحت غطاء البحث والوقاية، المشكلة أن الأخطاء تتكّرر ،وما حدث مع الأستاذ الجامعي قابل ان يتكرر مع أي شخص آخر يتعرض لوشاية أو يستخدم أحد الخصوم نفوذه او نقوده او تحركّه صلة قرابة ببعض عناصر البحث الجنائي لإرهاب وإرعاب الناس.. ولمن يملك ذاكرة جيدة فقد قام الباشا مدير الأمن العام قبل شهور بتوقيف عناصر أمنية أيضاَ تورطّوا بمقتل أحد الفتيان أثناء التحقيق.. مما يعني أن ثمة سلوكيات تحدث مع سبق الإصرار أثناء المداهمات والتحقيق الأمر الذي يدلّ ان مدرسة العنف ما زالت قائمة في مراكز التوقيف وبين عناصر الأمن المختلفة..
واحدة من الأخطاء التي تتكرر أيضاَ في بعض الحوادث أن المسؤول الأردني يفضل ان يرى الشغب يشتعل في بعض الاماكنة على ان يهزّ أردافه وينزل إلى أبناء بلده ومواطنيه يسألهم عن وجعهم وعن مطالبهم ويقف إلى صفهّم ويعدهم بإحقاق الحق ليس الا.. ولتغلق الشوارع، ولتحرق المؤسسات الحكومية، ولتقذف الأهالي بالغاز المسيل، ولتتزعزع قيم الانتماء للبلد، ولتصبح الفوضى على مرمى حجر، لكنّه لا يستعد للنزول عن «كرسيه» نصف ساعة ليرى ما يجري، ليهدئ الناس الغاضبة المكبوتة والمظلومة..
ما زلنا نناضل حتى نثبّت صورة الدولة القوية الدولة المدنية العادلة الجامعة الحارسة ،هذه الدولة ان قويت قوينا جميعاً وان بقيت بقينا جميعاً وإن نخرها الظلم والمحسوبية والفساد والعشائرية و الفوضى لن تبقى واقفة ولن تبقى وارفة كما نتمنى وسننتظر صوت الإرتطام يوماً ما، لا سمح الله...
ما جرى مع الدكتور محمد الذيابات معيب لنا كأردنيين ، قبل ان يكون سقطة في سلوك بعض رجال الأمن الذين نقدّر ونحترم.. حفاظاً على بلدنا، وحفاظاً على صورة جهازنا الأمني «أولاد البلد»، يجب ان توضحّ الأمور، وتحسم في أسرع وقت..كما يجب ان يصحح المسار ولا تترك اجراءات المداهمة والتحقيق على هوى كل من أراد ان يفرد عضلاته او شحن بفلم «آكشن» قبل الوظيفة بليلة..
حمى الله الأردن..