الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم -
هذه القصة مهداة إلى صديقي ماهر دبابنة..
كتابة:عمر حديدي
كثيرون من الناس في عصرنا هذا يجهل معنى الأخوة أو معنى الصديق الذي يتحول إلى أخ وما هي مكانة الأخ عند الإنسان الذي يعرف المعنى الحقيقي للأخوة وفي هذه التجربة سنريكم المعنى الحقيقي للأخوة وكيفية رؤية الناس على حقيقتهم.
أخبروا أخي بأنه أبي الثاني وأنه سندي في هذه الدنيا وأنه عوني وإني أحبه جداً. قد يكون هذا ما أفهمه بمعنى كلمة أخ وهذا ما استنتجته بعد العديد من التجارب التي مررت بها.
قد يفقد الإنسان العديد من الأشخاص والعديد من الأشياء وقد تكون غير مهمه لكن أن يفقد الإنسان والده فهنا يقف على مفترق طرق يبحث عن نفسه ويحاول أن يبدأ من جديد وأن يجد أي منفذ كي لا يتحمل أي مسؤولية ويبحث عن شخص يستطيع أن يعتبره سنداً أو ثقة لكن للأسف يفقد الإيمان بتلك الأمور لأنه لا يجد الشخص المناسب أو لا يوجد أي شخص يأخذ مكان الأب في هذه الحياة.
لكن هنا توجد قصة مختلفة، قصة من طراز آخر مرصعة بـ 24 قراط. قصة قد تصدق ويمكن لا، وقد أكذب لو قلت لكم أنني توقعت أن تحدث هذه الإنتقاله المهمه بحياتي بعد كل التجارب السيئة التي مررت بها والتي قد تُفقد الثقة بأي أنسان ويمكن أن تفقد الثقة بأنفسنا.
وها أنا أعترف، كنت كإنسان أتوقع السيء والشر من كل شخص أواجهه بحياتي حتى المقربين مني وكنت أعامل الجميع بأسوء ما عندي وأعود بنهاية الليل إلى المنزل أندم على تلك التصرفات لكن أُقنع نفسي أنه من الأفضل أن يحمي الإنسان نفسه لأننا في غابة والبقاء للأقوى والأنجح والذي فقط يهتم بنفسه ومستعد أن يمحي أي شخص أو أي شيء من أجل نفسه.
لكن معك يا أخي وجدت شيئاً مختلفاً، وجدت أن الحب هو ليس بحب الذات. الحب الحقيقي هو أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، واقتنعت أن ليس هنالك حباً آخر كحب المرء لأخيه، ولا يوجد حب أيضاً كحب الأخ لأخيه فهو حب متبادل يدوم ويعيش للأبد كحب الإبن لأبيه.
وهناك درس تعلمته وهو مهم جداً بتجربة الصديق الذي تتوقع منه الأسوء فتصدم ويتحول إلى أخ ويكون الأب الثاني ويصبح السند والملاك رغم كل مساوئه وعيوبه فتتحول بالنسبه لك إلى محاسن تتقبلها بسهوله.
في أحدى المرات كنت جالساً في المنزل أستمع إلى عدد من الأعمال الفنية ومررت بأغنية تحمل عنوان (للصبر حدود) ليخطر على بالي المواقف الذي مررت به معك واقتنعت بأن الإنسان الذي يحب بحق بدون أي مصلحه أو هدف لإرضاء غاية معينه يتمسك بالشخص ولا يكون للصبر حدود فيصبر ويصبر ويصبر لأنه يرى بعينه أملاً وحباً وتمسكاً وأخاً حقيقياً.
بالنهاية أقول لك: بعض القلوب لا تتكرر أبداً كقلبك يا أخي وأنت في عيني اليمنى ملك وسلطان وفي عيني اليسرى الدواء الذي شفاني من كل السواد الذي بداخلي وأختم هذه القصة بجملة وهي حتى رائحة عطرك يا أخي تشعرني بالأمان وأنت بعيد عني