الرئيسية مقالات واراء
ما زالت صورة بهية الحريري وهي تبكي والدها رفيق الحريري الذي تم اغتياله بتفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته في أحد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت عالقة بذهني منذ ذلك الوقت رغم مرور سنوات عديدة على تلك الحادثة الشهيرة والذي لم يعرف لغاية الآن من قام بتنفيذها وتدبيرها على وجه التحديد رغم أن أصابع الاتهام تتجه إلى النظام السوري وحزب الله اللبناني بالدرجة الأولى.
عائلة الحريري تعود إلى الأضواء من جديد لكي تتصدر كل وسائل الإعلام المختلفة مع حادثة اختفاء سعد الحريري بالسعودية والذي لم يعرف لغاية الآن مصيره رغم تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن الحريري حر وطليق وبأمكانه مغادرة السعودية وقتما شاء.
إن تكذيب عادل الجبير وزير خارجية السعودي للأخبار التي تتوارد عن أنباء اعتقال سعد الحريري أو وضعه تحت الإقامة الجبرية يجب أن يأخذ بمحمل الجد وان يتم وضع خطوط حمراء كثيره تحته ويتم تحليله بهدوء بعيدا عن أي انفعالات سياسية أو ردات فعل من هنا وهناك لا تتوافق مع ما يجري وطبيعة الحدث الذي نحن بصدده .
فلو أن تصريح الجبير وزير الخارجية السعودي كان من قبيل رد الاتهامات الموجهة إلى دولته بخصوص اختفاء الحريري للحفاظ على سمعتها السياسية فأن هذا الفعل له عواقب سياسية وخيمة تعود بالدرجة الأولى على الثقة الدولية والعالمية بالقيادة السعودية ومصداقيتها وهذا الأمر الذي يجب أن تبتعد عنه أي دولة تحترم نفسها وتحترم قرارها السياسي على اعتبار أنه الحد الفاصل بين مفهوم الدولة ولا دولة وهذا ما لا أريده للسعودية .
والسؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا لا يخرج الحريري على وسائل الإعلام من خلال مؤتمر صحفي مباشر مع الصحفيين لتوضيح الصورة وحسم الأمور نهائيا ؟ واعتقد أن هذا الشيء من مصلحة السعودية بالدرجة الأولى وهو ما يجب أن تفعله على وجه الخصوص قبل أن تزداد علامات الاستفهام وتتضخم وتصل إلى حد الشك بمشروعية وقانونية كل ما جرى مؤخرا على المشهد السياسي السعودي .
وقد أعلنت السلطات السعودية فجأة عن سفر سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل يدعو إلى التفكير مع الشك بأن هناك شيء معين أو قضية ما بين الحريري ودولة الإمارات العربية المتحدة و قد تكون وراء استقالة الحريري من رئاسة الوزراء و تتعلق على ما يبدو بمشاريع اماراتية في الاقليم..!!