الرئيسية مقالات واراء
يقول المثل: (من طوّل الغيبات جاب الغنائم)، فمن غير المعقول أن تذهب للمول وتمضي ثلاث ساعات ومن ثم لا تعود إلا برأس ملفوف، أو أن تمضي في الغربة عشرات السنوات وحين تعود لا تحضر معك ولو (شال) للعمات والخالات!
مجلس النواب له أشهر غائب، ومع عودته توقعنا أنه أحضر الغنائم وأعد لهم ما استطاع لمواجهة معارك الخبز والموازنة والضريبة؛ ولكن، كانت الصدمة أن توجّه بجاهة إلى منزل أحد النواب لإقناعه بالعدول عن الترشح لمنصب النائب الأول.
أذكر أن الاتحاد الأوروبي قام بتوزيع (تابلت) على النواب للتحوّل إلى البرلمان الالكتروني وذلك حتى يصلهم جدول الأعمال ومشاريع القوانين بما يسهل العمل البرلماني.
واضح أننا لسنا بحاجة الى (تابلت) بل إلى دلة قهوة حتى نتحوّل الى برلمان عشائري بحيث يتم التشريع والرقابة بأبشروا باللي جيتوا فيه.
أي وزير يصله سؤال نيابي، لا داعي لعناء الرد خلال عشرة أيام، بل جاهة من الأجاويد تتوجه الى النائب حتى يسحب السؤال خلال خمس دقائق، وبما أن معظم الشعب الاردني ليس وجه فشل فإن معظم الاسئلة والاستجوابات ستذهب أدراج الرياح بينما المديونية وعجز الموازنة ستسابق الرياح.
أما الحكومة فعند شعورها أن هناك مشروع قانون سيواجه معارضة في مجلس النواب، فإنها تستطيع تمرير القانون بأن ترسل جاهة من مجلس الأعيان إلى النواب حتى يتم تمرير القانون.
لم نبدأ بعد، وبعض النواب قدّموا صورة سلبية بإرسال جاهة للتدخل في الانتخابات ومن المفروض أنهم نموذج الديموقراطية.
الحكومة ستقدم مشاريع قوانين في غاية الأهمية في هذه الدورة، لذلك مطلوب من مجلس النواب أن يكون استثنائيا، فلا داعي لقصاصات الورق التي تسأل عن الملوخية الناشفة للتخزين؟! نطمئن السادة النواب بتوفر الفاصولياء الناشفة والزيتون واللبنة المدحبرة في الأسواق بكميات كافية ولتكن عقولهم تحت القبة مشغولة بمعرفة كم ستوفر الحكومة من قرارات الرفع لا أن تكون مشغولة بتوفر باذنجان المقدوس، كما نرجو من مجلس النواب أن لا يلبي أي دعوة للسفر توفيرا للنفقات ولمناكفة الحكومة، فلا داعي للسفر إلى جنوب افريقيا لحضور مؤتمر عن ضرورة مشاركة المرأة الحامل في الانتخابات، أو السفر إلى الهند للاطلاع على تجربة نقل صناديق الاقتراع بواسطة الفيلة، أو الذهاب الى الصين لزيارة الهيئة المستقلة هناك ومعرفة كيف تميز الناخبين عن بعضهم بعضا والشعب الصيني كله يشبه بعضه.
كما أتمنى على أمانة المجلس أن تسمح بالأراجيل والمكسرات والدخان والهواتف والشدّة حتى نضمن النصاب تحت القبة.
اما (هويشة) المجلس، فنرجوكم أن لا تذهب بوكساتكم هباء منثورا من أجل نظرة زميل لم تعجبك أو لأنه أوقف سيارته مكأن سيارتك، نريد تلك البوكسات باتجاه الفاسدين، والمترهلين، والطامعين بالمال العام.
ولأن الطمع بالأجأويد، نريدكم يوم التصويت بلا هواتف محمولة وبلا ألو، بل ضمائر محملّة بحب الوطن ومصلحته العليا.
نريدكم أن تواجهوا الحكومة بكل ثقة لا بكل (سئة) كما فعلتم سابقا، "فالسئة" دمرت هيبتكم وهي من جعلتكم تنتظرون امام مكاتب الوزراء لساعات لمقابلتهم، بينما الأجدر أن تُستقبلوا على الأبواب؟!
نريد خطابات منطقية وعقلانية وأن تترفع عن طلب المناهل والصرف الصحي، نريد أرقاما وحقائق لا قططا تموء، نحلم ونريد أن تكون الدورة غير عادية رغم أنها دورة عادية.