الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تحالف دولي لهزيمة الإرهاب في مصر

    لم تضع الحرب على الإرهاب أوزارها بعد. الانتصارات التي تحققت في العراق وسورية ليست سوى جولة في معركة طويلة. هذا ما تفيدنا به العملية الوحشية التي استهدفت أول من أمس المواطنين الأبرياء في مسجد الروضة شمال سيناء المصرية.
    قتل غير مسبوق في استهدافاته وحجمه، في منطقة يفترض أنها مسرح لعمليات عسكرية مستمرة، لكن وبالرغم من ذلك تمكن الإرهابيون من تنظيم هجوم بهذا الحجم.
    تعرضت مصر لهجمات إرهابية موجعة في السنوات الثلاث الأخيرة، لكن جيشها نجح في ذات الوقت بتوجيه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية في صحراء سيناء تحديدا.
    العملية الإرهابية الأخيرة في مسجد الروضة ليست معزولة عن السياق الإقليمي والدولي للحرب على الإرهاب، وتتفق مع تحليلات الخبراء وتقديرات الأجهزة الأمنية المختصة التي توقعت تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في ساحات بديلة بعد هزيمة "داعش" في العراق وسورية.
    لقد أشارت تقارير أمنية منذ أشهر إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي بدأوا بالانتقال من سورية والعراق إلى دول شمال أفريقيا. في البداية كانت ليبيا وجهتهم المفضلة لكن مع تزايد الضغوط عليهم وتحرير مدن ليبية كانت تحت سيطرتهم، تمكن كثيرون بينهم من الانتقال إلى الأراضي المصرية.
    الحاضنة التنظيمية للإرهابيين في مصر متوفرة وتملك قدرات لوجستية غير قليلة، وتتحصن في مناطق وعرة، وتحوز على كميات وافرة من الأسلحة، وقد انضمت إليها في الآونة الأخيرة عناصر ليبية مدربة، برز دورهم جليا في الكمين الذي وقع ضحيته العشرات من رجال الأمن قبل أسابيع.
    العملية الإرهابية الأخيرة ضد المصلين في مسجد الروضة سترفع من معنويات الجماعات الإرهابية بعد سلسلة الهزائم المتتالية في العراق وسورية. ومن غير المستبعد أن تعيد تلك الجماعات تنظيم صفوفها في ليبيا وتونس ودول أخرى مجاورة.
    لم تعلن جماعة بعينها بعد مسؤوليتها عن عملية مسجد الروضة، لكن تنظيم بيت المقدس؛ الفرع المصري لتنظيم داعش الإرهابي هو المتهم الأول.
    المهم في الأمر أن جبهة جديدة للإرهاب في طور التشكل انطلاقا من سيناء وجوارها الممتد في العمق العربي الأفريقي.
    لا يمكن لدول المنطقة هناك أن تخوض الحرب ضد الإرهابيين وتفوز بها منفردة. تجربة العراق وسورية المريرة تؤكد ذلك بالدليل القاطع.
    لقد سقطت مدينة الموصل في يد الإرهابيين بعد عشر سنوات من المواجهة بين القوات العراقية والجماعات الإرهابية. وسيطر تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة في سورية، على مرأى ومسمع من قوات محلية وأجنبية ترابط هناك.
    لم تكن هزيمة الإرهاب ممكنة في البلدين المذكورين إلا بتحالف دولي وإقليمي قاد لسنتين العمليات العسكرية المشتركة، ونسج شبكة من التحالفات حتى بين القوى المتحاربة لإنجاز هدف مشترك.
    لا بد من تدشين تحالف مماثل في شمال أفريقيا لخوض حرب شاملة ضد التنظيمات الإرهابية. مصر وحدها لا تستطيع إنجاز المهمة، وينبغي على المجتمع الدولي أن يمد لها يد العون لتفوز بالمواجهة، مع تركيز الجهود على ليبيا ومناطق أبعد في العمق الأفريقي، بغير ذلك سنكون أمام حرب استنزاف طويلة لا نهاية لها.





    [26-11-2017 10:08 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع