الرئيسية مقالات واراء
فُصِلَتْ الصحفية غادة الشيخ من عملها في جريدة الغد الأردنية قبل أيام. جاء هذا بقرار فصل تعسفي يقضي بالاستغناء عن الصحفية غادة الشيخ وهي على رأس علمها. هذه تلويحة شخصية لنقابة نحترمها ومركز نقدر جهوده، تلويحة يكتبها صحافي وكاتب أردني يثق بهذه المؤسسات... من فصل غادة الشيخ؟
غادة الشيخ صحفية تعمل في جريدة الغد منذ عشر سنوات وتقدمُ أفضل ما عندها ولها اسمها المحترم وأرشيفها المهم وجهودها في العمل الصحفي ومجال حقوق الإنسان. تُفْصَلُ غادة رغم الظروف الخاصة التي يعرفها الزملاء وتتلخصُ بأنها لا تحمل رقمًا وطنيًا يمكنها من الدفاع عن نفسها باعتبارها فلسطينية الأصل (غزاوية)، فمن سيكون لغادة الشيخ الصحفية؟ وهل ستتركها النقابة التي تشترط امتلاك الرقم الوطني كشرط رئيسي للعضوية؟
كلنا نعرف الرعب الوظيفي الذي يعيشه الصحفي الأردني، الأمر الذي يجبرنا على العمل بأكثر من وظيفة لنعيش، تحديدًا، الصحفي غير المنتفع/ غير المبتز/ غير المنخرط في جماعة ما/ غير المدعوم من طرف أو مؤسسة. كلنا نعي جيدًا أنَّ عضوية النقابة ليست بطاقة دخول الجنة، لكنها وبالتأكيد بطاقة تحمي من النار، على الأقل توفر "الأمان الوظيفي" الذي يهدد صحفية نعرفها وتجيدُ عملها لكنها بلا حقوق، حقوق الإنسان التي تدافع عنها غادة منذ بداية مشوارها الصحفي المحترم.
تعرفون جيدًا -وأنتم الأساتذة الذين نثق بهم- مدى بشاعة العمل الصحفي في الأردن، تحديدًا في المواقع الإخبارية الممجوجة وتفشي المحسوبية وانهيار أدنّى مبادئ العمل الصحفي، وتعرفون -بدقة- أنَّ العلاقات هي أسُّ العمل الصحفي، فقل لي من تعرف أقول لك أين تعمل وكم راتبك، قل لي مع من تسهر؟ أي دعم تتلقى، أي فستان تلبسين، أي فريق تشجعين من فرق البريستيج الصحفي ونخب السهرات والدعوات.. هذه حقائق يعرفها من عمل في مواقعنا وصحافتنا. يعرفها من هرب من هذه المعمعة واتكأ على رقمه الوطني ليبحث عن مكان آمن وأقل بشاعة.. إلى أين ستهرب غادة؟
من فصل غادة؟ جلسةُ تربصٍ في مكتب مثل المكاتب التي عملنا فيها، سهرةُ وشاياتٍ أو نكايات أو "مداقرة" ستات أو ذئبوية متنفذ ذكوري يجيد قطع الرزق في وسطنا الملتبس.. فصلت غادة لأنها بلا ظهر وكما تعلمون "من لا ظهر له يضرب على بطنه".