الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    كلمة مؤثرة لحامي المقدسات

    أحداث اليوم -

    «إن حقنا، مسلمين ومسيحيين، في القدس أبدي خالد» بهذه الكلمات المعبرة والقوية ختم جلالة الملك عبدالله الثاني كلمته في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي حول القدس والتي عقدت في اسطنبول.

    كلمات لخصت الواقع الذي ليس لاحد ان يتجاوزه بأن القدس عربية اسلامية للابد ،وللمسلمين والمسيحيين حقوق لا تنازل ولا تفريط بها ،وان هذه المدينة المقدسة خالدة في وجدانهم وروحهم واسمى وأرفع من اية قرارات زائلة لا بد ولن تغير في الواقع والحق شيء.

    قراءة ملكية دقيقة للقرار الاميركي المرفوض بما يخص القدس ،وتقييم واضح وشامل لتبعاته السلبية والتحديات التي انتجها هذا القرار على السلام المنشود وعلى امن واستقرار المنطقة.

    جلالة الملك عبدالله الثاني أراد بهذه الكلمات العميقة ايصال رسالة مفادها ان القدس لها خصوصيتها واهميتها الدينية للمسلمين والمسيحيين في العالم أجمع وحقهم فيها أبدي ،وستبقى في وجدانهم وضميرهم للابد،ولن يؤثر اي قرار احادي الجانب من التأثير على واقعها الديني والتاريخي. جلالة الملك «حامي المقدسات» كما اطلق عليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «عرى» القرار الاميركي ببيان مغبة وخطورة مثل هذا القرار وارتداداته السلبية على العالم اجمع ،وضرورة وقوف الجميع من كافة الفواعل الدوليين في وجه هذا القرار لتجنب عواقبه الوخيمة.

    حديث جلالة الملك الشامل وضع اعضاء المنظومة الاسلامية والاطراف الدولية كافة بحقيقة وخطورة التحديات والارتدادات السلبية للقرار الاميركي الاخير ،وما قد ينتجه من تبعات تفشل كافة الجهود الرامية لسلام عادل وشامل ،فضلا عن تبعات امنية تمس امن واستقرار المنطقة والعالم. من هنا انطلق تشخيص جلالة الملك الدقيق من رؤية ثاقبة وفهم عميق واطلاع واسع على القضية الفلسطينية وسبل الوصول الى حل عادل وشامل يمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ويجنب المنطقة مزيدا من العنف.

    رسالة قوية وجهها جلالته للاطراف الدولية كافة بأن القدس العربية والاسلامية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية هي الحق القوي الذي لا بد وان ينتصر على اية محاولات هدفها تشويه وتزييف الواقع التاريخي والديني والقانوني القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها.

    حديث جلالته من منصة اسطنبول شخص وفند القرار الاميركي الاخير ومآلاته وتداعياته السلبية على المنطقة والعالم والعملية السلمية برمتها ، وعدالة وأحقية القضية الفلسطينية ،وارتباط ظاهرة التطرف والارهاب بعدم حلها ،حيث وجد المتطرفون القضية ذريعة لاعمالهم الوحشية.

    وفي هذا لطالما حذر جلالة الملك من أن عدم ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية غذى الارهاب والتطرف في مختلف مناطق العالم ،كون المتطرفين وجدوا فيها شماعة لاعمالهم الاجرامية المستنكرة من كافة الشرائع السماوية. الرؤية الملكية العميقة والثاقبة لطالما حذرت من تداعيات اي قرارات احادية الجانب تخص القضية الفلسطينية بالعموم والقدس على وجه الخصوص ،في اشارة الى القرار الاميركي الاخير ،باعتبار القدس لها اهميتها وخصوصيتها في عملية السلام الشامل.

    واعاد جلالة الملك في حديثه في القمة الاسلامية التأكيد الذي لا يقبل التأويل على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة ،باعتباره دورا تاريخيا وقانونيا ودينيا له شرعيته الابدية التي لا تزول. دعم الاشقاء الفلسطينيين في محنتهم واسنادهم في الوصول الى حقوقهم المشروعة لم تغب عن جلالته الذي يؤكد دوما على ضرورة دعمهم في كافة السبل والطرق وصولا لحل عادل وشامل لقضيتهم التاريخية.

    جلالته والذي كان على الدوام المدافع الاول عن القضية الفلسطينية في كافة جولاته ومشاركاته في مختلف المحافل الدولية ،لطالما نبه المجتمع الدولي ووضعه امام مسؤولياته القانونية والاخلاقية والانسانية لبذل مزيد من الجهود وصولا لسلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين اللتين تعيشان جنب الى جنب بامن وسلام.

    وأشر جلالته على مكمن الخطورة والمتمثل بسلام وامن المنطقة المهدد وغير المستقر في ظل عدم حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وقيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية. الوصول الى موقف عربي اسلامي موحد يقوم على توحيد الجهود للدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية كان محل اهتمام جلالته في خطابه في القمة ،من منطلق ان الخلافات تضعف الموقف الجماعي لاية منظومة وعلى العكس فتوحيد الجهود والمواقف يمنحها منعة وقوة في سبيل خدمة مصالح الامتين.الرأي - عبد الحكيم القرالة





    [14-12-2017 09:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع