الرئيسية مقالات واراء
بدايات في العمل الصحفي
بعد مضي شهرين من العمل الدؤوب في القسم الاجتماعي في جريدة البلاد الاسبوعية، قررت مقابلة رئيس التحرير المسؤول الزميل نضال منصور لأطلب منه تثبيتي بالعمل، أو على الأقل صرف مكافأة شهرية، نظير الاخبار والتقارير الصحافية، التي قمت بنشرها.
دخلت مكتب الزميل منصور بينما كان الاخير منهمكا في الكتابة، فطرحت التحية عليه، لم أتجرء على طلب تثبيتي في الصحيفة، لكن تمسكت بالخيار الثاني هو طلب المكافأة، من الزميل المنصور، الذي نظر الي بازدراء قائلا: (أنت مش صحفي..أنت بدك تصير صحفي..واللي بده يصير صحفي هوه اللي بدفعلنا فلوس)، هذا أول لقاء تعارفي مع الزميل منصور .
كان رده مؤلما وصاعقا، لكني ابتسمت كاذبا وقلت(قديش بدها الجريدة مستعد أدفع)، أجاب منصور (شكرا..استمر بجهدك).
توجهت الى مكتبي وانا أجر أذيال الخيبة، التقيت بالزميل راكان السعايدة، وابلغته برد منصور على طلب مكافأة شهرية، فاقترح علي ان نطلب المكافاة من الزميل رجا طلب بصفته رئيسا للتحرير، بالفعل التقينا بالزميل طلب، وابلغناه انه مضى على وجودنا نحو شهرين ونريد مكافأة ولو بدل مواصلات..أبتسم زميلنا رجا، وطلب منا تزويده بالاخبار والتقارير التي نشرت لنا بالصحيفة، وبعد أن زودناه ، توجه الى مكتب رئيس مجلس الادارة الزميل نايف الطورة والذي بدوره قرر صرف مبلغ 30 دينارا لكل منا.
شعرت بالسعادة الغامرة، وأنا أتقاضى أول اجر لي بالصحافة، ثم وقفت امام مكتب المدير المالي (ابو حمادة)بأنتظار عودة موزعي الصحيفة وهم محملين بالغلال، واذكر انني تقاضيت انا والزميل السعايدة مبلغ 30 دينارا لكل واحد فينا.
كانت المكافأة عبارة عن جرعة من النشاط لدرجة الاندفاع بالعمل، لكن الزميل نايف الطورة قرر النهوض بجودة القسم الاجتماعي، حتى ينافس صحيفة حوادث الساعة التي تعود ملكيتها للزميل رياض الحروب، ولهذا أستقطب الزميل هشام عورتاني على ان ينهض الاخير بالقسم الاجتماعي، الامر الذي أثار غضب الزميل عدنان الرواشدة، خاصة وان رئيس القسم أصبح العورتاني وليس الرواشدة.
دعانا الزميل العورتاني لعقد اجتماع معه، وكانت علامات القيادة المفتعلة واضحة عليه، جلس خلف المكتب الوحيد في القسم الاجتماعي وانا والزميلان عدنان الرواشدة ونائل صلاح من أمامه، وزع العمل بيننا، على ان يتولى الرواشدة التحرير، اما انا والزميل صلاح نتولى جلب الاخبار.
بعدها تركنا الزميل عورتاني وخرجنا من المكتب برفقة الزميل الرواشدة، والذي كان يسعى للاطاحة بالعورتاني أو أفشاله، وبعد عودتنا كان الزميل عورتاني يضع الى جانبه كوب زجاجي كبير من الشاي، وعلبة سجائر نوع (توب تونتي)، منهمكا بكتابة قصة صحفية، بعد أن أنهى من الكتابة توجه الى الزميل الطورة وسلمه قصته الصحافية التي لم تنشر وكانت بعنوان(سر اختفاء الامير حسن في وادي الحدادة).
لحظات حتى خرج الطورة وبحوزته التقرير الصحافي وهو مذهولا، ومن ثم مبتسما ونادى على الزميل العورتاني وتوجه كلاهما الى مكتب الزميل منصور ، وأنا ارافقهما من الخلف، ليقول الزميل الطورة،، انا حبيت أنشر الخبر ،، بس بدي أسمع راي رئيس التحرير المسؤول منصور ، والذي عبر عن انذهاله لدى قراءته لعنوان اختفاء الامير حسن في وادي الحدادة، فحينها كان سموه وليا للعهد وشقيق الملك الحسين رحمه الله.
قرأ الزميل منصور القصة الصحفية التي كتبها العورتاني، وكانت عبارة عن جولة لسمو الامير حسن في منطقة وادي الحدادة، واثناء تجواله شاهد منزلا بين الازقة، تقف أمامه سيدة عجوز،، دعته لتناول القهوة، حيث قبل بضيافتها ودخل منزلها، في الاثناء لم يشاهده حرسه وهو يدخل منزل تلك السيدة، فبدأت عملية بحث عنه أستمرت نحو عشر دقائق لحين انتهاء الامير من ضيافة تلك السيدة.
القصة كانت جميلة لكن رئيس التحرير منصور لم يجيزها للنشر.