الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
خاص - ابن البلد
تدخل الممكلة اليوم مرحلة تعتبر الاكثر خطورة منذ نشأتها مطلع القرن المنصرم فالأعباء اصبحت كثيرة و نار ارتفاع الاسعار اصبحت تكوي الجميع دون استثناء خصوصا بعد قرارات الحكومة الاخيرة التي رفعت من خلالها اسعار الخبز وبافي السلع الاساسية التي يعتمد عليها المواطن الاردني في معيشته.
رفع الاسعار و تدهور الاوضاع الامنية المحيطة بالمملكة و العلاقات مع دول الجوار ملفات لم تفارق طاولة اصحاب القرار بالامور على غير العادة كثيرة التعقيد ولا يمكن حلها بسهولة.
وبالملف الداخلي وهو الاهم حاليا فالشارع لم يعد يحتمل المزيد من رفع بالاسعار الا ان المراقب للوضع الداخلي يستعجب ايضا من سرعة اتخاذ القرارات و اتباع اسلوب "التبريد" فيها فكل القرارات التي اتخذتها الحكومة بررت بعدم الرد وترك المجال امام الاشاعات املا منها بالتمرير و التوجه الى قرارات اخرى.
الاسراع بوتيرة اتخاذ القرارات ووجود طاقم وزاري ضعيف كما يؤكد مراقبون يزيد من سخونة الاجواء ومن احتقان الناس.
هذه العوامل وغيرها أثرت في مجملها على مجموع الطبقات الاجتماعية بالأردن، أهمها الطبقة المتوسطة التي وصفتها دراسة للبنك الدولي نشرت العام الحالي 2017 بمصطلح "الفقراء العابرون أو المؤقتون"، بمعنى أن فئات من الطبقة الوسطى الدنيا ستنزلق إلى الطبقة الفقيرة.
اكثر ما يشد الانتباه الان هو ان الحكومة الحالية "تلعب " بالنار و تحرق بها قوت المواطن ورزقه وتدفعه الى المطالبة بكل الاشكال بضرورة اسقاطها املا في حكومة اكثر رشدا وعقلانية لعلها تعمل على رفد خزينتها بعيدا عن جيوب المواطنين .
وبينما تشغل الأسعار وارتفاعها الرأي العام وتنغص على الناس عيشهم، انصرفت الحكومة ومعها النواب إلى اقرار الموازنة باقل من ست ساعات وهو ما زاد الطين بلة وزاد من احتقان الناس.
هذا لعب بالنار وتداعيات هذه القرارات سياسياً وامنياً لاتحتملها البلد،الذي يقف على قدم واحدة،واذا استيقظ الناس يوماً ووجدوا الكهرباء مقطوعة حقاً جراء عدم قدرتهم على الدفع او نفاذ الكاز من المدفئة لنفس السبب ايضا تلوموا احداً اذا دبت الفوضى في كل مكان.
البلد في وضع خطر للغاية، والعميان في كل مكان، يعتقدون اننا نبالغ وان الحل النهائي هو اجراء عملية جراحية، لكنهم يتناسون ان الجسد مثخن بالجراج والعمليات ودبابيس عابري الطريق من امثال الحكومة .