الرئيسية مقالات واراء
تخيلوا أن هناك نقابة للصوص في الاردن، ماذا سيكون ردة فعلها على سرقة بنك الاتحاد، وما هو موقفها بعد ان تم القبض على اللص خلال ساعتين من تنفيذه العملية واستعادة المبلغ المسروق البالغ(98) الف دينارا.
أعتقد ان نقيب اللصوص في الاردن وأعضاء مجلس النقابة سيصدرون بيانا ناريا يعتبرون لص بنك الاتحاد هو دخيل على المهنة، وقد شكل لها أساءة بالغة ولمعظم أعضاء الهيئة العامة فيها، خاصة وان معظم اللصوص هم من أصحاب الياقة البيضاء وسرقاتهم بالملايين وضحاياهم هم عوام الشعب.
فيما يقول أحد اعضاء مجلس نقابة اللصوص وهو من قوى الشد العكسي، أن النقابة مقصرة بحق منتسبيها، كما أنها غير قادرة على حماية المهنة، حتى يظهر في نقابتنا لصوص يتسمون بالسذاجة وعدم الخبرة والدراية في علم السرقة، ولهذا على النقابة أن تحمي المهنة من الدخلاء، وأن تطور قدرات منتسبيها ابتداء من لصوص الدكاكين وانتهاء بلصوص المال العام، "فالانسان يعيش وهو يتعلم".
نقابة اللصوص وحتى لا تواجه مأساة أخرى، تطرح برنامجا تدريبيا يتمثل بدورات قانونية تمكن اللص من الافلات من العقاب بعد ارتكابه السرقة، ودورات علمية في كيفية التحايل على كاميرات المراقبة، واخرى في طريقة استخدام وسائل نقل تحمل لوحات مزورة.
لم تكتف النقابة بذلك، بل عدلت شروط الانتساب لديها، واشترطت على المتقدمين بطلبات الانتساب الخضوع لبرنامج تدريبي على كافة انواع السرقة حماية للمهنة ومنتسبيها، وأكدت على ضرورة أن يكون اللص قد ارتكب أكثر من سرقة ولم يتم القبض عليه قبل انتسابه للنقابة.
جملة من الاجراءات اتخذتها نقابة اللصوص لحماية المهنة ومنتسبيها من الدخلاء الذين يسيئون للمهنة التي أثبتت نجاحا منقطع النظير سواء في القطاعين العام والخاص ومنها (بنك البتراء، بنك فيلادلفيا، التسهيلات البنكية، والبورصة وشركة الفوسفات) جميعها قضايا كانت بمئات وعشرات الملايين، وهناك انجازات عظيمة لمنتسبي هذه النقابة في عالم السرقة لا يسعنا ذكرها والأمثلة تطول.
قضية سرقة بنك الاتحاد، شكلت أساءة بالغة للصوص في الاردن، فاللص خالف معايير المهنة في ارتكاب الجريمة، وارتكب أخطاء فادحة تدل على ضعف التدريب أو عدم ارتكابه سرقات سابقة ما يشير الى أن سجله الامني كان نظيفا، وكأن القصد من عمليته فقط الاثارة والنجومية لمدة أيام عبر وسائل الاعلام، ليلقى مصيرا مظلما داخل السجون، ويسيء لسمعة نقابته وللمهنة.