الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    واشنطن بوست: كيف تفسد الرياض العلاقة بين الأردن وأميركا؟

    أحداث اليوم -

    اهتم الكاتب الأميركي البارز ديفيد إجناشياس، بكيفية تأثير السعودية سلباً على علاقة الأردن بالولايات المتحدة، معتبراً أن وضع الأردن -باعتباره أفضل حليف لواشنطن في العالم العربي- بات يواجه تحدياً جديداً مفاجئاً، يتمثل في تودّد إدارة البيت الأبيض لولي عهد السعودية بتشجيع من إسرائيل.

    قال الكاتب، في مقال بصحيفة واشنطن بوست: إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبدفع من إسرائيل، تداعب محمد بن سلمان «الأمير الأرعن» بصفته الضيف الجديد على الساحة الأميركية على حساب دولة الأردن، التي يعتقد البعض فيها أن واشنطن نسيت ما بينهما من أواصر صداقة. وأضاف أن ولي العهد السعودي اقتحم مجالاً كان منطقة حصرية للأردن لوقت طويل؛ حيث يحاول بن سلمان إعادة تأهيل المملكة لتكون صوتاً لما يُسمى «الإسلام المعتدل»، والذي كان مهمة خاصة تضطلع بها عمّان.

    يتابع الكاتب: كما يحاول بن سلمان أن يرسم نفسه باعتباره أحد دوافع التغيير في العالم العربي، وهو دور مثّله الملك عبدالله الثاني، فضلاً عن دعم ولي العهد السعودي لما يُسمى «الحل النهائي» للمشكلة الفلسطينة - الإسرائيلية، رغم الشكوك التي أبدتها المملكة الهاشمية إزاء الصفقة. وأوضح الكاتب أن ما يثير القلق لدى القيادة الأردنية هو أن النهج الدبلوماسي الهدّام لترمب، المتمثل في قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتغييره سياسة أميركا القائمة في هذه القضية، سيسبب مشاكل سياسية داخلية في الأردن، الذي يسكنه عدد كبير من الفلسطينين.

    وأشار إلى أن الأردن يخشى أن نبذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعملية السلام التي ينوي ترمب فرضها، سيجعله المتصدر للأزمة ومحاولة حلها.

    ويقول الكاتب: إن تحمّس إدارة ترمب لولي العهد السعودي واحتضانه يأتي في وقت تمر فيه علاقات عمّان بالرياض بمرحلة فتور، وسط تصريحات أردنية بوجود ثلاث نقاط اختلاف رئيسية مع السعوديين، وهي: امتناع عمّان عن إرسال قوات برية للانضمام لغزو اليمن قبل ثلاث سنوات، وإحجام الأردن عن المشاركة في الحملة الإماراتية - السعودية ضد قطر؛ خوفاً على مصالح الأردنيين في الدوحة، وأخيراً عدم توافق الأردن مع الرؤية السعودية القائمة على قمع الإخوان المسلمين؛ لاعتقاد عمّان أن احتواء الجماعة أكثر فعالية من التصدي العلني لها.

    وحذّر الكاتب الولايات المتحدة من التساهل في التسليم باستقرار الأردن، وأنه سيظل حليفاً موثوقاً لأميركا التي تظن ذلك؛ لأن الأردن يتمتع باتفاقية سلام صلبة مع إسرائيل ويتوافق مع عالم عصري علماني. مشيراً إلى أنه في حالة تفكّك المملكة الهاشمية مثل باقي جيرانها، فسيكون لذلك تداعيات كارثية وبالأخص لإسرائيل.

    وتحدّث الكاتب عن أن الأردن يعاني موقفاً صعباً منذ نشأته قبل حوالي قرن؛ لكن الوقت الراهن يحيط الأردن بكثير من المشاكل، ليس أقلها الإجهاد الذي تعاني منه الخدمات العامة والمدارس الحكومية جراء استضافته لـ 1.3 مليون لاجئ سوري، بينما يحيط بالأردن في الوقت ذاته عدد لا بأس به من الدول الفاشلة، فضلاً عن وجود توترات مع رعاته القدماء، السعودية والإمارات.

    يقول الكاتب: هذا الموقف لخّصه مسؤول أردني عندما وصف الموقف بـ «غير المسبوق»، وأن «الأحداث تتسارع والتحالفات تتغير، بينما الغموض صار سيد الموقف». ترجمة العرب 





    [08-02-2018 07:53 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع