أحداث اليوم - يصرّ أمين أمانة عمّان الكبرى السابق، الوزير عقل بلتاجي، على مد الشارع الأردني بأسباب الطرافة والضحك كلما ظهر على السطح.

أمس تحدث بلتاجي خلال محاضرة بعنوان "المدن والتطوير الحضري" في منتدى الفكر العربي عن عمان أخرى غير تلك التي نسكنها ونعرفها جيداً كما تعرف الام ابنتها.
قال بلتاجي إن عمّان تعتبر من أهم مدن العالم العربي، وتُصنّف بحسب مؤشر المدن العالمي World city index على أنها مدينة عالمية باعتبارها من المراكز المالية المهمة على مستوى العالم، وواحدة من أسرع المدن العربية نمواً وتطوراً، بالإضافة إلى كونها مركزاً حضرياً واقتصادياً وتنموياً، وتتنافس مع كبرى مدن العالم من خلال عدة عوامل أبرزها : الإطار المؤسسي، والبنية التحتية، والصحة، والتعليم، وبيئة الاقتصاد وتطور أسواق المال، والاستعداد التكنولوجي، وتطور إدارة الأعمال والإبداع.
من حيث التركيب اللغوي فلا شك أن الجمل استوفت كامل شروطها، لكنها تفتقر ثنائية الصدق والموضوعية، وهو في ذلك يستعيد نفسه كما استعادها في لقاء مع تلفزيون فرانس 24 سابقاً، أتذكرون كيف غرقت الناس في نوبة ضحك جراء تصريحات قال فيها "أبو القشاطات" إنه يقطع مسافة 400 كلم بسيارته الكهربائية بدولار واحد؟.
في الحقيقة، اعتاد الأردنيون على نسبة "مقبولة من "الكذب الرسمي"، لكن وبمجرد دخول المتحمسين من الأميين والجهال على المشهد صار الموضوع يستدعي الدراسة والنبش في أصولها وآفاقها وتداعياتها.
قال بلتاجي إن الاردن تنافس كبرى دول العالم في "الصحة والتعليم والبنية التحتية". هذا جيد، لكنا دعونا نكتفي بالإشارة إلى غرق العاصمة عمان في شتوة سابقة كان هو على رأس أمانتها، ووقف فاغراً فاه أمام صرخات أطفال في تسوية منزل داهمته مياه الامطار.
ثم كيف يفسر ذهاب رئيس وزراء الأردن، الدكتور هاني الملقي إلى واشنطن للطبابة إذا كانت مستشفيات بلاده تنافس كبرى دول العالم؟.
ألم يتعلم الرسمي الأردني بعد من دروس سابقة انتهت إلى ضرورة وضع الملفات المهمة على طاولة أهلها من ذوي الاختصاص لتقديمها في سياقها الصحيح من دون كذب أو تبجح.
من بعث مسيلمة؟ وكيف يثقون به؟ ولماذا يصرون على إحراجنا في دفع رجل يفتقر للصدق والوضوح؟.