الرئيسية مقالات واراء
من التهم التي لم أستطع أن أردها عني وأفشل تماماً بالدفاع عن نفسي بها؛ لأنها ذاتُ تشعبات ولا تستطيع أن تمسك كل الذين يتهمونك بها فرداً فرداً و تقول لهم : والله يا جماعة أنا مش هيك ..! هي تهمة إني (شايف حالي)..علماً إني أقلّ البشر نظراً للمرآة..فلا أرى نفسي إلا عند الحلاق (يعني إجباري) وعندما أركب أي أسانسير (برضو إجباري)..وبعض المرات بحكم الضرورة عندما أرجع للوراء بسيارتي أو أكون سايق فتيجي عيني بعيني (غصب عنّي) ..ومرات عندما أتأملني بعد طول غياب عني؛ أحوقل و أدهش وقد أجزع وأنخرع ..!.
أمّا لماذا هذه التهمة بالذات وأنا المسكون بالأرضي و الحصيرة و الخبيزة و أكل الفلافل والصعلكة في شوارع الفوضى الجميلة ؛ فلأنني تعلمتُ السواقة على (كَـبَـر)..وأنا خوّاف جداً عندما أسوق ..فلا أكلم من يجلس بجانبي ولا أنظر إليه إلا عند الشديد القوي؛ حتى اسألوا أكرم وغازي وغسان و محمد و ناجي و فواز وفتحي و عمار وخليل و أم وطن لا تسألوها لأنها زعلانة منّي هاليومين فلا أضمن شهادتها..! المهم إنني (أترتح) بالاستيرنق بيديّ الاثنتين ولا أنظر إلاّ للأمام فقط ..فلا أطرح السلام على من أعرفهم ويعرفونني الواقفين أو الجالسين على الجانبين ..ولا أجيد اللعب بالزامور..ولا أستطيع أن أصرخ : كيفك يا يوسف أو صباح الخير يا عمّي الحج..! فلا يجد كل هؤلاء وأشباههم إلا أن يتهموني بإني شايف حالي وبطلت أردّ السلام ..!.
ما أردتُ قوله: إذا كانت السواقة بشكل صحيح تعني إني شايف حالي فأنا شايف حالي ونص..وإذا تجنب الكواراث يعني إني صرتُ مغروراً فأنا مغرور وثلاث تربع كمان ..وإذا كان الذين يصرخون على الوطن من أجل أن يتوقف عن العطاء و يعلن لهم الاستسلام يتهمونه بشوفة الحال؛ فيحق للوطن أن يشوف حاله ليبقى معافى من كل مرضى النفوس الذين ينقضّون عليه كلّ يوم من أجل أن تزداد هزائمهم..ولا يعلمون أن (الشايفين حالهم) لهم بالمرصاد وسيوقفونهم عند حدهم ..!.