الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
رداد القلاب
مر الاسبوع الماضي على الاردنيين بشكل صاخب، ومتقلب ومثير، واحيانا "منفصماً"، ومليء بالتناقضات ، فرئيس الحكومة د. هاني الملقي يطالب الشعب بخفض الاستهلاك ويتصرف وكأنه رئيس دولة ثرية ، حيث سافر الى القاهرة بزيارة خاصة وبطائرة خاصة .
بداية الاسبوع انفجرت في حضن الحكومة ما سمي بـ"فضيحة المرسيدس" التي وافقت وزارة الشؤون البلدية على شراء مركبات فارهة من نوع "مرسيدس " E200 لاستخدامات رؤوساء البلديات، وهنا بيت القصيد:البلاد تعاني من وضع اقتصادي صعب للغاية، ومنها البلديات، وفرضت الحكومة الضرائب وزادت الاسعار بشكل جنونية ، وتخلت عن رقابة الاسواق، وقامت بتصفية حسابات سياسية مع بلديات ، في ظل تلك الاوضاع سمحت بشراء سيارات فارهة للبلديات !! ثم تداول الاردنيون نهاية الاسبوع ، صورة لرئيس حكومتهم وهو ينزل من طائرة خاصة في مطار القاهرة ، ويتصرف كرئيس دول ثرية ! .
منتصف الاسبوع استفاق الاردنيون على جريمة بشعة ومروعة ، حيث اطلق شاب الرصاص على رأس طالب مدرسة ، المصيبة لا تكمن في الجريمة البشغة – ندينها اشد الادانة – ولكن تبين ان الشاب القاتل البالغ من العمر 25 عاما ، لدية سجل حافل بالمخدرات وعليه طلبات جُرمية في هذا السن المبكر .
لم تكلف الحكومة نفسها اجراء دراسة حقيقية للبحث في اسباب الجرائم البشعة والمثيرة داخل المجتمع، فيما اذا كانت انعاكسا لسياساتها ونهجها الخاطئ ام لا ؟! وأكتفت بالتأشير الى ان الجرائم تعود الى زيادة اعداد المواطنيين واللاجئين وغيرها من السكان.
وبالتزامن وخلال الاسبوع ، طالع الاردنيون ، بيان للعديد من العلماء والاساتذة المرشحين الى رئاسة 3 جامعات رسمية هي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا والحسين، حول عدم الثقة بلجنة وزارة التعليم العالي المشكلة لهذة الغاية والطعن بنزاهتها.
كذلك فتحت الحكومة الباب الى المجهول ، وذلك عندما قامت بتسريب خبر ، حول الغاء اتفاقية التجارة الاردنية – التركية ، بسبب عدم التزام الاتراك بالاتفاقية ببنود الاتفاقية الموقعة بين الطرفين في وقت سابق من هذا العام ، وسرعان ما أتخذت قرار بتعليق الاتفاقية ، وتركت تجار الملابس يصرخون ، مثلهم مثل باقي القطاعات وفي ظل عدم استجابة كاملة، وكما هي الحال دائما لم تقم الحكومة بالتشاور مع المستثمرين وتجار الالبسة .
واقرت الحكومة نظام تنظيم الابنية ، الذي اثار جدلاً واسعاً ، حيث اطلق قطاع الاسكانات والابنية ، صرخات بشأن الظلم الذي قد يلحق بالقطاع جراء عدم التشاور مع النقابة العامة للعاملين في قطاع الاسكان .
الشعب بكافة فئاته ، غير مستوعبين لعملية " الفك والتركيب والاستبدال والاحلال" التي تجري في المؤسسات والاجهزة الرسمية والقطاعات الرسمية وغير الرسمية المختلفة .
والسؤال الذي يدور بين الناس في الشارع ومكاتبهم الخاصة وصالوناتهم السياسية ومناسباتهم الاحتماعية هو :"الى اين نحن – كدولة – ذاهبون ؟! وهل لدى المطبخ السياسي والاقتصادي الرسمي بوصلة حقيقية مبنية على وقائع واستراتيجيات بالتزام تام بالقوانين والانظمة، ام ان الامور تجري على - بركة الله تعالى - ، حيث تشهد الاردن ركود تجاري غير مسبوق، وهبوط حاد بالقوة الشرائية ، ازدياد الجريمة – جراء الضيق الذي يشعر به المواطنين - ، وتعديل القوانين والانظمة التي لا تتناسب مع التغييرات الحكومية .