الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
رداد القلاب - يسعى الرسمي الاردني واجهزته المختلفة الى إغتيال حراك ( الكرك والسلط وذيبان وغيره ، من الحراكات الشعبية المتنامية ، المطالبة، باسقاط حكومة د. هاني الملقي وحل البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي جديد وعصري والغاء ما صدر عن الحكومة من رفع للاسعار والضرائب التي طالت كافة مناحي الحياة ، من خلال "شيطنة " الحراك بعدة وسائل .
وتعد الطريقة الابرز في "شيطنة " الحراك، مؤخرا – التي لم تنجح بحمد الله - من خلال رفع سقف الشعارات حد " الاقتراب من العرش وشخص الملك"، عبر اشخاص متنفعين وطامحين بمناصب سياسية او تسهيل مهمات اقتصادية واجتماعية ما ، وبنفس الطريقة والادوات التي استخدمت وقت سابق وذلك لاضفاء تهمة " التخريب وحرق المؤسسات " على اي تحرك شعبي في الشارع.
وبنفس الوقت، دفعت بشرائح اجتماعية محسوبية على اطراف حكومية ، عبر بيانات "بلا اب ولا ام " احيانا وتارة "خالية من الدسم " تارة اخرى، لمواجهة الغضب العارم جراء سياسات ونهج الحكومة والنواب ، حيث لا تعد طريقة مثلى وحصيفة ، لإنتاج حالة سياسية وطنية وفك الاشتباك الحاصل في الشارع .
وشكل الوعي الجمعي الحراكي الاردني ، انتصارا كبيرا ، على السلطة وادواتها ، بعدما وجه ضربة قاسمة على "الوجه" مباشرة وليس بالطعن بـ"الخاصرة"، من خلال الرد الكامل وغير المنقوص " ممنوع الاقتراب من الملك والعرش وهما خطان احمران " للتأسيس الى حالة وطنية بامتياز تزيد من مطالب اسقاط حكومة وتغيير النهج المتبع وحل البرلمان والغاء كافة قرارات رفع الضرائب وزيادة الاسعار.
ودشن جلالة الملك عبدالله الثاني في المملكة الرابعة، حالة اردنية متجددة ، كان اخرها تحريض ابناء شعبة على رفع الصوت عاليا والتأشير الى امكان الخلل وذلك خلال لقاءه بطلاب الجامعة الاردنية الشهر الماضي، تلك اللحظة التي لم تلتقطها الحكومة والتقطها الشعب واسس عليها بطريقته الخاصة .
في البلدان الديمقراطية والتي تتمتع بالحرية ، يحق للسطة والمعارضة استخدام ادوات شتى للسيطرة على الشارع او اثبات صحة مشروع ما ، الوصول الى نتيجة مفادها : اعتراف احد الاطراف بالخسارة والطرف وهزيمة ثم التحول الى مرحلة جديدة بشعارات واداوات مختلفة، اما الحالة الوطنية الاردنية فلم تصل الى مرحلة نضج سياسي، بل الوصول الى "الحيط " وحد "الصدام" و"التخوين" وغيرها من الادوات العرفية البالية.
للمرة الثانية على التوالي ينتصر الكركيون والسلطية والحمايدة واهل الشمال و"العبابيد" و"بني حسن" و "بني صخر " ، على السلطة واداواتها ، بعدما كشفوا للاردنيين، وسيلة حكومية مستخدمة للقضاء على الاحتجاجات وهي الصاق تهمة "التخريب وحرق المؤسسات" مقابل وعدا بـ" منصب " او تسهيل مهمة سياسية او اجتماعية او اقتصادية ما ، للاشخاص الذين قاموا بهذة المهمة – غير النبيلة - .
ويتعين على الحكومة الاعتراف بالهزيمة بمواجهة الشارع الاردني، وإطلاق سراح سراج المجالي وفراس الحراسيس و علي بريزات ، وتقديم وجبة ، سياسية ، اجتماعية، اقتصادية ، دسمة ترقى الى وعي الاردنيين .
صحيح ان بعض الحراكات الشعبية، لم ترتق ولم تصل الى درجة النضج السياسي وكذلك لم تدار بطريقة حصيفة ، فان مصيرها الاندثار وعلى السلطة الوعي من تلك الحراكات اكثر من الحراكات الناضجة سياسيا وتسطيع محاكاتها والاشتباك معها .
ويتساءل اردنيون ، لما كل هذا الاصرار على التمسك بهاني الملقي والدفاع عنه بشكل مستميت وهو الذي " قلب ظهر المجن" ، في حين اننا ندافع عن اكبر من الملقي وهو الوطن الاردني؟ !.