الرئيسية مقالات واراء
رداد القلاب
ساتحدث عن الاحتفال المهيب بـ “النصر” ، الذي يحدث في مكان ما في وطننا العربي الكبير ! وفي زمان ما ايضا ! ..
اقسم ؛ان هذة المشاهد حقيقية وحصرية لكل مواطن عربي ؟!
في الصباح ؛ غادرت العصافير اشجار القرية الوادعة المستهدفة بالاحتفال، بالتزامن مع حضور الزعيم – طبعا تعرفون ان القرى الحدودية العربية وقت الحرب ووقت النصر، هي اقل حظاً ، حتى صارت العواصم اقل حظاً.
ثلثة من الجنود باللباس المدني ، حضروا لمعاينة المكان : الزعيم ، سوف يحظر الاحتفال المهيب وسيطلق 12 طلقة لارواح الشهداء..
منذ الفجر ، باشرت تشكيلات البلدية تنظيف المكان وغسيل الشوارع القرية بخراطيم المياه، وطلاء جوانب الطرق “الكندرين ” التي سيسلكها الموكب ، باللونين الاصفر والاسود ورش الماء، لإخماد الغبار الكثيف ، الذي ما زال مستمرا ..
عمال وافدون، انزلوا من سيارات” بك اب” كراسي مذهبة واخرى عادية و “خيم ” و”سجاجيد” احمراء، وجئ بكشافة المدارس الحكومية ، يحملون اعلام وشعارات تليق بالمناسبة العطرة وتشكيلات واسعة من الاطفال والامهات والعاطلين عن العمل ، واصطفوا على جانبي الطريق لـ: تحية قائد الفتح
في العادة ؛ مدن و قرى “النصر ” العربي ، جافة ومزدحمة ومليئة بالنفايات، و”ناشو الحاويات ” و ” مستولين على الاشارات الضوئية ” وعند ابواب المساجد ، وبوسائل اعلام وطنية جدا، بامتياز، من شركات محلية واخرى اجنبية ، لنقل الحدث العظيم وعدد من الارمل والايتام وثلة من الطبقة “المخملية ” في البلاد واشياء اخرى ..
بمجرد انتهاء المفتي من تلاوة اية من الذكر الحكيم والانتهاء من ورفع النشيد الصباحي ووضع اكليل من الزهور على النصب ، في بقعة اقل حظاً من قبل تلاميذ اقل حظاً لمسؤولين اوفر حظاً ..
غادر الزعيم وغادر الجميع، ثم سقطت صور الزعيم والقيت الاعلام الوطنية وشعارات النصر على ارض المعركة ولحق بشكل عاجل المذيع – الفخيم – موكب الزعيم بعد ان انجز تخليد الذكرى العظيمة ، نكاية بالمشككين والمتآمرين والحاقدين من شتى المنابت والاصول ..
وفي اليوم التالي، عادت الامور الى طبيعتها وعادت العصافير ، وتم “تفعيس” الورد وكسرت الاشجار في “الجزيرة ” المرورية الوسطية ، جراء التدافع وامتلا المكان بزجاجات الماء الفارغة واكياس “الشبس ” و “العصير ” الذي وزع على الاطفال..
ومازال الاعلام ينقل التفاصيل منذ القرن الماضي ..
كاتب وصحافي اردني