الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    (مؤتمر النهضة العربية .. تجديد الرسالة الحضارية 1/2)

    كتب الدكتور ذوقان عبيدات:
    في 25-26 نيسان عقد هذا المؤتمر، بتازر جمعية النهضة العربية أرض، و الجامعة الأردنية و الجامعة الأمريكية بيروت، و قد كان لافتا أن الجهد و التنظيم هو فعل جمعية النهضة أرض، و الباقي لافتات أو دعم فالعمل والانجاز يسجل لرئيسة الجمعية سمر محارب، و الدكتور المفكر الكبير من وجهة نظري زيد عيادات رئيس مجلس ادارة منظمة النهضة للديمقراطية و التنمية، و للاعلامية التي سجلت حضورا و أستذة اعلامية هناء الاعرج. أما أنا فقد تلقيت دعوة حذرة جدا للحضور.
    (1)
    الأهداف و المشاركون و الموضوعات.
    لم تذكر وثائق المؤتمر اية أهداف لهذا النشاط سوى وضع نهج جديد مستلهم من روح النهضة يعمل على توظيف القدرات الفردية و الجماعية لتقديم اجابات واضحة على العديد من الأسئلة العالقة. و تم الوعد من أن المؤتمر سيقدم مقترحا لمشروع النهضة، يستمد مكوناته من تجارب و دراسات عميقة و شاملة للنهضة في العالم العربي و التي اتسمت بالتسامح و الانسانية و العدالة و هذ يتفق مع فلسفة جمعية النهضة التي تقول ان الافراد كافة لديهم القدرة على المساهمة و المشاركة في تنمية مجتمعاتهم.

    (2)
    اشتمل نشاط المؤتمر على المجالات الأتية:
    - مفاهيم و سياقات تتعلق بمفهوم النهضة و تحصيل تجارب نهضوية .
    - الواقع الفكري و الأخلاقي في الوطن العربي
    - مشروع نهضة عربية انسانية
    - مقاربة حضارية للدين.
    - الأبعاد العقلانية و الانسانية للتنمية .
    و تم حشد عدد كبير من المفكرين العرب يصعب تعداد أسمائهم لكن يذكر منهم حسن حنفي ، محمد شحرور، و المرزوقي و علي أوملي و رضوان السيد و حسن نافعة و غيرهم كثيرون.
    كما تم حشد عدد كبير من الباحثين الأردنين في مقدمتهم زيد عيادات الذي قدم فكرا حقيقا و اثار أسئلة حول المنهج و الماهية و الهوية فكانت مقدمته للمؤتمر أعمق بكثير مما يفترض أن تحويه مقدمة!!
    و شارك مفكرون أردنيون أمثال نارت قاخون ابراهيم الغرايبة عامر الحافي والشاعر المثقف جريس سماوي و أحمد ماضي وغيرهم.
    ملاحظاتي حتى الأن،
    1. قدم المفركون باقة من التحليلات العميقة والأفكار الجرئية التي سأتحدث عنها في المقالة التالية، و كانت معظم جلساتهم عميقة و مؤثرة.
    2. اقتصرت مشاركة المفكرين الأردنين على ادارة الجلسات و مع ذلك أبدع بعضهم و نجح في تقديم فكر أردني
    3. غاب الموضوع التربوي بشكل كامل عن برنامج الدورة كما غاب التربويون بشكل كامل و أنا أعني ما أقول بدقة حتى عن المشاركة في الحضور و لذلك لم تثر مداخلة واحدة تربوية من تربوي !!
    4. قيل في مقدمة ؤثيقة المؤتمر: يجمع المؤتمر كبار المفكرين و الخبراء و الناشطين و ممثلي المجتمع المدني و الحكومي و هذا برأيي يعني أن من لم يحضر لم يكن كبيرا و لا مفكرا.ولا أظن أن هذا كان مقصوداا!! و كنت أتوقع أن يقال: يجمع المؤتمر عددا من كبار المفكرين ...... الخ و ليس كبار المفكرين و هذه ملاحظة لا تخفى على منظمي المؤتمر .
    5. تمنيت لو استخدم المؤتمر مصطلح الوطن العربي بدلا من العالم العربي، خاصة و أننا نتحدث عن نهضة عربية، و قد سجلت ان المؤتمر استخدم المصطلحين معا .
    6. كان المؤتمر من وجهة نظري و قد حضرت مئات المؤتمرات الدولية الاقليمية و المحلية، كان مؤتمرا مهيبا فعلا و متميزا في جوانب عديدة سأتحدث عنها لاحقا.
    7. و أخيرا، لم أجد سببا لغياب أسماء أردنية كبيرة من جمهور المؤتمر، و لعل ذلك يرجع الى عدم تكليفهم بالمشاركة في الندوات و تقديم الأفكار فالاردني له الصدر دون العالمين!!!!..

    (4)
    (2)
    جوالمؤتمر: المادي و السيكولوجي
    ازدحم المؤتمر بالجمهور الذي اتى باعداد كبيرة لم تتسع له أكبر قاعات الفندق. و هذا يعكس أمرين.
    - الاول، الإقبال الشدد على المؤتمر أو حرص المنظمين على حشد جمهور، و كلاهما أمر مشروع .
    - الثاني، ان مستوى النقاش وحجمه لا يمكن أن يكون متاحا، ولولا تدخل د. زيد عيادات لغابت مداخلات عديدة. و هذا بالتأكيد يعكس حماسة جمهور كبير للنقاش و ربما الاستعراض، حيث احتل عدد منهم المقاعد الأمامية للفوز بفرصة مداخلة .
    كما ازدحم وقت المؤتمر بعدد كبير من الجلسات المتلاحقة و التي عكست حرص المنظمين على تقديم أفكار غزيرة- كانت أشبه بالأمطار الغزيرة التي هطلت يوم المؤتمر الثاني:
    - قلة الوقف الذي يمكن أن يخصص للتفاعل و الاتصال المباشر مع المفكرين و ربما غياب هذا الوقت، حيث تم حجز طاولات خاصة للغذاء للمفكرين قرب المشاركين لا معهم.
    - ان ظروف بعض المشاركين من الجمهور قد لا تسمح لهم بالتفرغ الكامل يومين كاملين حتى السابعة مساء.
    هذه ليست ملاحظات نقدية، حتى و لو كانت كذلك، فان تقييمي للمؤتمر انه أول مؤتمر أردني عميق أداء فاعلا، نأمل أن يتحول الى انجاز!!
    و الجو السيكولوجي، كان مبهجا فجميع المنظمين كانوا يبتسمون طوال الوقت ، بتحركون يلاحظون و يصححون و مع أن طبيعة تنظيم الجلوس كان سينمايئا مقاعد تتجه فرديا الى المنصة، الا أن علاقات جديدة نشأت بين المشاركين.
    هذا عن الجو العام للمؤتمر ، أما فكر المؤتمر فهو موضوع المقالة التالية .





    [30-04-2018 10:49 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع