الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
رداد القلاب - سُجل لجلالة الملك عبد الله الثاني، مواقف شجاعة وصلبة تجاه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل عاصمة بلاده إليها وكذلك الموقف من المجازر الوحشية التي يقوم بها الكيان الغاصب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والضفة والقدس أعجابا ، محليا وإقليميا ودوليا .
رفض جلالة الملك ، اغراءات مالية كبيرة ، مقابل تغيير موقفه الثابت من حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا وعلى أساس حدود 4 حزيران والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية ، كذلك يواجه الملك ، عقوق الأشقاء المتضمن ، الإصرار على وقف حصة الأردن من المساعدات المالية ، ويواجه الازمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد بمواقف حازمة تجاة الحل العادل والشامل ورفض قرار ترامب والتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية .
يقلق جلالة الملك ، الذي يدير الملفات الخارجية ، من عمليات التطبيع المتزايدة من الدول الخليجية مع "الاحتلال " ووقف المساعدات المالية ، التي تحولت الى اوراق ابتزاز و مزايدة على الموقف الأردني ، ومحاولة سرقة ملف الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة ، التي باتت مهددة بعد تصريحات مستشار وزوج ابنة الرئيس الامريكي جاويد كوشنير :"أن الوصاية على الأماكن الدينية في القدس هي في يد اسرائيل وحدها".
وظهر التعب على ملامح وجهه جلالة الملك ، أبرز الحاضرين في قمة اسطنبول الاسلامية ، كما احتفل بها الاعلام العالمي والرسائل الملكية الذكية من خلال حضور الامراء ، فيصل وعلي وحمزة وهاشم الى جانب الملك .
محاولات حلفاء الأردن على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج العربي ، الضغط على الأردن ومنعه من استدارة إقليمية تجاه إيران المستعدة على الوقوف الى جانب الاردن في محنته، بحسب مصادر دبلوماسية ايرانية وكذلك الاستدارة نحو تركيا ، وقطر، يزيد من تعميق الازمة الاقتصادية لديه ويفقده أن يكون رأس حربة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي ، مقابل "وعود لا تسمن ولا تغن من شئ " على حد تعبير سياسي أردني بارز.
يمتلك الأردن أوراق ومواقف استراتيجية كبيرة ، للدفاع عن مواقفه ، وفي استدراك لموقف جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال ، إبان محاولة قتل خالد مشعل من قبل ضباط في الموساد الاسرائيلي بعمان ، في 25 ايلول 1997 ، عندما هدد باعادة النظر بعملية السلام بين الأردن وإسرائيل " في حال لم يتم جلب الترياق لمشعل وإخراج الشيخ الشهيد أحمد ياسين من السجن .
يبدو ان الأُردن قرر إعادة التموضع ، والاستدارة نحو تركيا، بدلا من الانفتاح تجاة إيران ، وذلك استجابة لنُخَبٍ أُردنيّةٍ ، كأحَد المَخارِج من الأزمتين السِّياسيّة والاقتصاديّة ، المتمثلتين بالصراع العربي الاسرائيلي وقلق تفاقم الازمة المالية، حيث قد نشهد اعادة تفعيل اتفاقية التجارة بين الاردن وتركيا وكذلك قد نشهد عودة للعلاقات الاقتصادية مع قطر وسوريا .
وربما تعد مشاركة الملك في قمة اسطنبول ، محاولة لتقليص الخسائر السياسية ، ومحاولة امتصاص حالة الغضب في الشارع الأُردني تجاة موقف الحكومة على عدم اتخاذ رد حازم على تصريحات كوشنير واحتفالات نقل السِّفارة الأمريكيّة إلى القُدس المُحتلَّة، والمجزرة الاسرائيلية تجاة الشعب الفلسطيني الاعزل وبرقم مرعب من الشهداء .
يتوجب على حكومة الملقي العمل بشكل جاد ، لمساندة واعانة الملك في مواقفه الدولية والاقليمية والمحلية الشجاعة ، والخروج من عباءة الشجب والاستنكار ومواقف الجامعة العربية التي تزيد من خسائر الأردن ودولا عربية أخرى ، واستثمار الفضاء الإقليمي الذي أوجده الملك من خلال مناورات كبيرة .