الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الرزاز والتفاؤل الحذر

    د.سامي العموش

    يسود الأجواء تفائلاً حذراً في الآمال المعقودة على الرئيس المكلف ومردها بأن هذا الرجل عندما تسلم أكثر من موقع وآخرها وزارة التربية والتعليم يسجل له الطريقة الراقية والهادئة بالتعامل مع الإحتقانات الموجودة بالوزارة ومع قضايا التعليم والتواصل مع الجيل عبر وسائل الاتصال الحديثة مثل : الفيسبوك والتويتر وغيرها من وسائل الاتصال مما شكل له أرضية مختلفة عن بقية الوزراء الآخرين فهو يتعامل بروح العصر وبانفتاح وهدوء في الادارة يصاحبه قرارات مريحة لكافة أطراف المعادلة على الأغلب باستثناء قوى الشد العكسي التي تعمل جاهدة على احباط كل ما هو جديد ويخدم طبيعة المرحلة وبما يتناسب وروح العصر فالزمن تغير وتغيرت معه الأدوات والمفاتيح هذا ما يعلق عليه الناس آمالهم ويرون فيه فاتحة للتغير بروح ديمقراطية هادئة وانفتاح على مختلف الوان الطيف .
    وفي الجانب الآخر هناك جهات أخرى تنظر للموضوع بطريقة مختلفة فهم لا ينكرون على الرجل شيء من مناقبه ولكنهم يتجهون إلى منحنى آخر وهو هل الرجل يستطيع ضمن الولاية العامة تشكيل فريق وزاري منسجم بكافة أطيافه بعيداً عن تأثير الدوائر الأخرى والتي طالما كان لها من الأجندة ما كان بحيث يكون رئيس الوزراء مجبر على حمل بعض الحقائب التي ليس له ارادة بها ولكنه مجبر على حملها وهنا لا أجد حرجاً في طرح موضوع التشكيل فرجل الشارع ينتظر منه تشكيلة تكون مقنعة بعيدة كل البعد عن التشكيلة السابقة وتحديدا الفريق الاقتصادي الذي لم يكن موفقاً إلا في شيء واحد القدرة على الوصول إلى جيب المواطن باعتباره أقرب وأفضل وسيلة لهم ومن ينظر في الحزن الساكن في المنطقة الحره وضعف التبادل التجاري الداخلي وقتل الاستثمار وهم يروجون له ويدافعون عنه ثم سوء التواصل عبر المؤسسة الإعلامية والتي كانت كثيراً في طريقتها تحاكي جيل ما قبل الستينات ونسوا أن العالم قد تطور وتغير وأن وسائل التواصل عملت على تغيير كثير من المفاهيم وحتى في طريقة تواصلها وفي الجانب الآخر فالاحتقانات على مستوى الخدمات من خلال وزارة الشؤون البلدية والقروية مع كثير من البلديات بحيث تشعر ان هنا اجندة لهذا الموضوع ولم تعمل الحكومة على حل مشكلة البطالة ومحاربة الفقر والوصول الى جيوبه فكثير ما كنا نشاهد جلالة الملك يصل الى مناطق كان من الأولى للوزراء الوصول إليها ومعالجتها بالاضافة الى ضعف التواصل وتوضيح الصورة مسبقا لأي حدث مع اهمال المؤسسات الأكاديمية المختلفة التي تمثل النسبة الغالبة من الشباب فكان الأجدر طرح الأفكار وانتظار ردود الفعل بطريقة حضارية لا أن تسقط القوانين كالبراشوت منتظراً الموافقة عليها باعتبارها أمراً واقعاً وما على مجلس النواب إلا الموافقة عليها عبر قنوات وضغوطات معينة أعتقد جازماً ولو بشكل حذر بأن الزمن قد تغير وأن هناك معطيات تفرض وجودها وهي تمثل تحديات لابد من التعامل معها بطريقة شفافة وناضجة في حال كانت الضغوط بعيدة عن المجلس فإننا سنرى وجهاً آخر لمرحلة جديدة من الآداء لمجلس النواب .
    إنني لا أغبط الرجل ولكني أدعو الله أن يعينه على تشكيل فريق وزاري يستطيع تقديمه بطريقة مختلفة عن السابق بحيث يحظى بالرضا الشعبي وبهذا يكون قد خطى الخطورة الأولى نحو النجاح وفق برامج قائمة على التشاركية في تحمل المسؤولية بما ينعكس على الوطن والمواطن تحسيناً للآداء على مستوى فرص العمل وايجاد منافذ أخرى غير جيب المواطن ممارساً دوراً عالياً من الوطنية والإنتماء .





    [07-06-2018 10:25 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع