الرئيسية مقالات واراء
نصيحة لدولة الرئيس المكلف الدكتور عمر الرزاز الاكرم
جرت العادة ان يجري الرئيس المكلف مشاورات مع مجلسي الاعيان والنواب لاستمزاج رايهم في اعضاءالفريق الوزاري
هذه الخطوة وان كانت غير ملزمة للرئيس دستوريا تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات وطالما ان تشكيل الحكومات لم يصل بعد لمبدا الحكومات البرلمانية او الحزبية بمعنى ان يشكل الحزب الفائز او ائتلاف الاحزاب الحكومة
الا انها تعتبر الحلقة الاولى في حلقات الفساد الاداري والمالي اللاحق الذي يتم برعاية اعضاء من مجلس النواب الذي من المفروض ان ينأى بنفسه عن مثل هذه التدخلات والشبهات لعدة اسباب:-
١-حتى يتحمل الرئيس وفريقه الوزاري المسئولية كاملة بالتكافل والتضامن حسب الدستور عن ما تقوم به الحكومة لاحقا
٢- كي لا يكون مدخلا لتنسيب اسماء لمصالح شخصية اوجهوية او فئوية خصوصا ان النواب لدينا لا ينظرون للمصلحة العامة او مصلحة قواعدهم الانتخابية بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية
٣- حتى لا يقع الوزير تحت منة احد من النواب ومن ثم تبدأ عملية الابتزاز والامثلة على ذلك كثيرة
٤- حتى يقوم مجلس النواب بدوره الرئيسي بعد التشريع والمتمثل بالمراقبة على اعمال الحكومة دون ان يكون الوزير محسوبا على نائب او كتلة اوحزبا معينا
٥- حتى لا نعطي رئيس الحكومة اية اعذار او حجج او مبررات بعدم انسجام الفريق الوزاري
كونه فرض عليه حمولة لم يختارها
وبالتالي لا تكاد تمضي فترة قصيرة لا يمكن من خلالها تقييم اداء الحكومة وتظهر الخلافات بين اعضاء الفريق الوزاري ويبدأ مسلسل التعديلات الحكومية وعملية الترقيع التي لا تسمن ولا تغني من جوع لا بل انها مؤشر ضعف وخلل في الفريق الوزاري
الا انه قد يقول البعض ان الرئيس المكلف يسعى لذلك من اجل ضمان الحصول على الثقة من المجلس
فتكون الاجابة ان هذا السبب بالذات هو فساد اداري بحت
لان المقايضة بين الرئيس والمجلس على حساب الشعب الذي يصبح فيها هو الخاسر الاكبر
في هذه الحالة يجب على الشعب اذا ما لمس ان هناك ترضيات واخذ خواطر تدار بينهما لتمرير تعيين احد الوزراء لمصالح شخصية هنا يجب على الشعب ان لا يسمح بذلك من خلال الضغط على ممثليه
لان صوت الشعب يعلو على صوت ممثليه
ومن خلال هذا المقال فانني اتوجه الى دولة الرئيس الذي نتوسم به الخير بنصيحة فحواها عدم الرضوخ للمساومات التي قد يتعرض لها ممن يبحث عن مصالحة الشخصية
وليس عن المصلحة العليا للوطن
ونحن من وراءك فثقتنا فيمن حاز على ثقة سيد البلاد اكبر من ثقة اعضاءمجلس يبحث عن مصالح شخصية
وفي مرحلة من المراحل الحرجة التي سوف تتعرض لها سيتخلون عنك فيما اوصلوك اليه بسبب تدخلاتهم التي لن ترضي فيها الجميع
سيما ونحن نلمس ما لديك من قدرات وامكانيات غير تقليدية وافكار وخطط استراتيجية وتطلعات قد لا تنسجم مع افكار ونظرة الحرس القديم الذين اوصلونا الى ما نحن عليه الان
فالتغيير يحتاج الى ارادة وتصميم وعدم الالتفات الى المعيقات التي سوف يضعها المحبطون امام مسيرتك المقبلة
سر وعين الله ترعاك على بركة الله في ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة
بقلمي/ المحامي عارف الوشاح