الرئيسية مقالات واراء
أ.د.فايز ابو عريضة
عندما كتب الكثير وتكلم الأكثر عن مجالس امناء الجامعات واللغط والخلل الذي شاب تشكليلاتها، وتم كشف الخطيئة وتعديل الخلل رغم شكلية الإجراء لا زالت التحفظات على مجمل العملية من الألف إلى الياء ويرى الكثير ان إلذي رافق الملف وتداعياته يمكن أن يشكل قاعدة للحوار والجدل مرة أخرى حيث ان القناعة بجدوى التشكيل والتغيير ومدى انسجام ذلك مع المهام الموكلة لهذه المجالس وخطورة أدوارها على التعليم العالي لازال محل تساؤل، وقد طرح النائبان الكريمان الدكتور وائل رزوق والسيد إبراهيم القرعان بعض هذه الملفات تحت قبة مجلس الأمة في جلسة الثقة وننتظر الإجابة عليها ونتمنى على النائبين متابعة هذا الملف مع الحكومة، ومما يجعلنا نتساءل هل هذه المجالس بالمجمل قادرة على القيام بتصحيح الأخطاء الجسيمة في ملف الجامعات أو تعديل المسار بما يخدم المصلحة الوطنية ام ستبقى شكلية التشكيل والهدف والمضمون ولن تقدم شيئا للجامعات سوى الضغط على إداراتها لتمرير بعض التشكيلات لإرضاء البعض أو لاسترضاء آخر، وهذا لا ينفي وجود بعض المجالس ذات الثقل الاكاديمي لا تخضع للضغوط مهما كان مصدرها وتشكل إضافة حقيقة لخدمة الجامعة وطموحاتها، لكن يا دولة رئيس الوزراء ومن خلال مجلس التعليم العالي الذي وافق على التشكيلات هل يعقل أن يكون أحد الطلبة الذي تخرج بالأمس عضوا في مجلس أمناء جامعتة في الوقت الذي تنص التعليمات انه لا يجوز أن يتولى رئاسة مجلس أمناء الجامعة الا بعد مرور خمس سنوات على ارتباطه بتلك الجامعة، فالأولى أن لايكون الطالب الذي تخرج بالامس عضوا في مجلسها، وأود أن أسرد لك بعض ما دار في مجلس أمناء احد الجامعات العريقة في جلسته الأخيرة ، حيث بدأ احد الأعضاء يروج لصديقه ونديمه من خلال تسليم الأعضاء برنامج لاستراتيجية مقترحة يدعي أن صاحبها له الفضل في تطوير العمل بالجامعة علما بأن تلك الجامعة بشهادة الجميع تراجعت على كافة الصعد الإدارية والأكاديمية ووصلت المديونية فيها إلى أرقام قياسية واستغل ذاك العضو نزول الرئيس لاستقبال رئيس مجلس الأمناء ليدخل صديقه اياه للترويج له بأنه المنقذ الأعظم الذي تؤكد الروايات انه أحيل بملفات عدة إلى مكافحة الفساد ويمضون اجتماعات ليلية في احد المقاهي (الكوفي شوب) للتخطيط للاطاحة بتنسيبات الرئيس الإدارية والاكاديمية من خلال الضغط على أعضاء مجلس أمناء الجامعة بتعطيل تنسيباته التي ستعرض على المجلس قريبا، فهل هذا دور مجلس الأمناء يا دولة رئيس الوزراء الذي نحب ونعول عليه الكثير في تصحيح مسيرة التعليم العالي،وهل التآمر على الجامعة ورئيسها هو من مهام مجلس الأمناء، لذلك على رئيس مجلس الأمناء أن يحتاط مسبقا لما يدور في الخفاء ونرى أنه يجب أن يعاد النظر في بعض اعضاء هذه المجالس الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية والحفاظ على مكتسباتهم الخاصة،،