الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    شبح البطالة

    أحداث اليوم - براءة بني سلامة


    لازمنا شبح البطالة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا سادت في المجتمعات وكانت من اكثر التحديات وأكثر مشاكل العالم انتشارا التي تهدد استقرار وتماسك المجتمعات , المشكلة التي يعاني منها شباب هذه الأيام ممن يحملون الشهادات ولا يجدون مكانا لتوظيفها فيه .

    بدأت البطالة منذ وقت مبكر أثرا للحروب والدمار التي خلفتها الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا ما زالت الأسباب التي تؤدي الى هذه المشكلة تتفاقم من جميع النواحي بداية بما هو سياسي كانخفاضُ القدرةِ على دعمِ قطاعِ الأعمال من جانب الحكومات الدوليّ و غياب تأثير التّنمية السياسيّة على الوضعِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ في الدُّولِ النّامية.

    ومن ناحية أخرى تعد الأسباب الاقتصادية من اكثر الأسباب انتشارا وتأثيرا على هذه المشكلة وتؤدي الى رفع معدلاتها على المستوى الدولي كزيادة عدد الموظفين مقارنة بالوظائف المتاحة وهي من المؤثرات الناتجة عن الركود الاقتصادي في قطاع الأعمال , وهناك ايضا ما يسمى بالبطالة المؤقتة والتي تشمل كل عامل قدم استقالته بحثا عن عمل جديد مع الحاجة للوقت الطويل لايجاده .

    ومع تطور التكنولوجيا كان انتشار الحاسوب سببا من اسباب تفشي البطالة في المجتمعات حيث يتم استبدال العمال بوسائل تكنولوجية حديثة مما يؤدي الى تحقيق ارباح اقتصادية هائلة للشركات على حساب العمال .

    ومع هذه الأسباب يجدر بنا الاشارة الى ظاهرة العيب المنتشرة بين الشباب بالخجل من العمل في المهن البدنية كالدهان والعمارة وغيرها والتي أدت الى استقطاب عمالة من خارج الدولة لتغطية النقص فيها .


    ومن الناحية الاجتماعية كان الفقر ارتفاع معدل النمو السكاني مقارنة مع الوظائف المتاحة من أهم العوامل المؤدية لانتشار البطالة اضافة الى غياب التنمية المحلية للمجتمع وعدم الاستفادة من التأثيرات الايجابية التي يقدمها قطاعات الاقتصاد .

    ويعد المستوى التعليمي للفرد يحدد فرصة حصوله على وظيفة بشكل اسرع وبمردود أعلى حيث كلما زاد المستوى التعليمي زادت فرصة الحصول على الوظيفة , اضافة الى غياب التطوير المستمر لافكار المشروعات الحديثة، والتي تُساعدُ على تقديمِ العديد من الوظائف للأفراد القادرين على العمل .

    الأحوال الاقتصادية المتدنية تستوجبنا بتغيير النّظرة السّائدة إلى المهنِ، والتي تُساهمُ في التّقليلِ من نسبة البطالة بشكلٍ ملحوظ ؛ حيث يقوم الشباب بالعزوف عن المهن والصناعات اليدوية مما يؤدي الى تراكمها ، لذلك يجبُ تشجيع الشّباب على هذه الأنواع من المهن عن طريق عقد دوراتٍ وندواتٍ تعريفيّة تُساعدهم في التعرّفِ عليها بشكلٍ أفضل.

    اضافة الى تمويل المشاريع الصّغيرة التي تُساعدُ على توفيرِ مجموعةٍ من الوظائف للعديدِ من الشّباب وخاصة الخريجين وتعزيز فكرة تحويل الاعمال التطوعية الى اعمال رسمية في حال مشاركة الفرد بها لعدد معين من المرات وبشكل فعال ومتواصل و تخصيص مُكافآت ماليّة له.

    وللتخلص من هذه الظاهرة لابد من وضع قيود على استخدام العمالة الوافدة الذي يُساعدُ على توفير الوظائف المُتاحة لتصبح بيد أفراد المجتمع من المُواطنين القادرين على العمل.





    [31-07-2018 01:24 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع