الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    طلق الولادة العسيرة!!!؟

    د.محمد صاحب سلطان
    من المحتمل أن يأخذ تشكيل الحكومة الجديدة في العراق،وقتاً أطول،مما ظن أصلاً،ليس بسبب الخلافات فيما بين الكتل المتنافسة،وهو الظاهر على السطح،ولكن بسبب المخفي من ذلك، الذي يتعلق برغبة الممسك باللعبة في بقاء الحال على ماهو عليه،كسباً لوقت زيادة الإستلاب والترويض،والقبول بما موجود على حساب منع التغيير الذي يرومه الشعب،،وهذا مانراه في تصريحات المسؤولين،ولنتأمل حجم التلاعب باللغة الذي يطرح الموضوع، وكأن أمر حسم تشكيل الحكومة، وتأثير دول الجوار،أمران مختلفان في هذا السياق،فقبل أيام،خرج علينا أحد السياسيين ممن تميل كفتهم بحلقة دائرية لا تستقر على حال أو موقف، بتصريحات تلفازية،تحدث فيها عن شأن قادم الأيام،ليعطي جرعات تفاؤلية،بأن الحكومة المستقبلية-إن تشكلت-فإنها تختلف عن سابقاتها اللواتي خبرهن الشعب وتجرع مرارة إدائهن الفاشل، كونهن حكومات خلق أزمات وليس حل أزمات، متنبئً بأنها ستكون عابرة للطائفية والمحاصصة الحزبية، بل حكومة خدمات تنهض بالواقع الى ما هو أفضل!،وغيره الكثير من الكلام المعسول كي يستميل الجمهور،الذي شبع إطناباً وطنيناً،طوال الإدارات السابقة،وبقدر ما كان إقناع جزء من الموالين والبسطاء أمراً سهلاً في السنوات الآول ما بعد 2003،لإنقياد معظم رؤوس العملية السياسية التي شكلها الإحتلال،بشكل تام لرغبات وأوامر رموزه، ولأن الترغيب والترهيب والرشوة،قادرة على تحقيق الموقف المطلوب، فإن مهمة إقناع الرأي العام الشعبي،كانت مهمة عسيرة بل مستحيلة،وهذا ما أثبتته الأيام من الإنتفاضات والمظاهرات والإحتجاجات المستمرة ضد الحكومات المتعاقبة،بل إنها واجهت معارضة شديدة من بعض الجمهور المؤيد لهذا الطرف أو ذاك،بعد أن بان الفساد جلياً فضلا عن السرقات ونهب المال العام، ومحاولة تفتيت النسيج المجتمعي عبر زرع مفاهيم وقيم دخيلة عليه،،فكان الموقف الشعبي الصارم ولا سيما مقاطعة الإنتخابات الأخيرة،والتي تعد كما أعترف متحدثنا، بكونها أسوء إنتخابات جرت في العراق منذ تأسيس دولته عام ١٩٢١ وحتى الآن؟ فإن كانت هي الأسوء فماذا عن مخرجاتها!،برلماناً وحكومة؟، إذا ما علمنا أن التدخل الخارجي ،الإقليمي والدولي،الذي يتزعمه الجناح المتطرف في الإدارة الأمريكية والمدار من دون ريب،من خلال اللوبي الصهيوني ومؤسسات الصناعة الثقيلة وشركات إنتاج الأسلحة،أن يقنع الكثير ويلف تحت أبطه،الشخصيات المؤثرة في القرار العراقي وصناعته ومع أطراف لها مصالح فيه،من تلك المحسوبة على هذا الطرف الدولي أو ذاك، أن تدلو بدلوها، وتدير لعبة الإنتاج الحكومي الجديد، سواء أكانت بأسماء قديمة أم جديدة!،مثلما أدارت (حرب) الإنتخابات إن جاز التوصيف ،لإنها في كل المقاييس والإعتبارات،لا تعدو عن كونها عدواناً من القوة المتغطرسة ضد دولة وشعب،تعلم مقدماً،أنه لا يمتلك مقومات مواجهة مثل هذه القوة ولا يوجد مجال للمقارنة بين الطرفين،بل إن المقارنة في هذه الحالة لا تجوز على الإطلاق!،،إذن لماذا لا يتركون العراق وشأنه للعراقيين أنفسهم،كي يستعيد عافيته،فهل من مصلحة دول الإقليم،أن تستمر على عماها،وتستجيب بوعي أو من دونه ، للتدمير الممنهج الذي خطط له صهيونياً،بتدمير أكبر ما يمكن من القوة البشرية والبناء المادي والإنساني والخدمي للعراق الذي يمثل القلب النابض في المنطقة،بعد أن وظفت معها جزءً كبيراً من الإعلام المأجور والذي قبض ومن يموله ،ثمن سفك الدم العراقي بالدولار،،وختاماً،ما نلمسه اليوم من تغيير في نبرة التصريحات للعديد من ممثلي الكتل،وبغض النظر عن جوهر هذا التغيير وحقيقته ومدى جديته، إلا إنه ظاهرياً،بدأ بإستخدام نمط جديد من الحديث عن العدالة والحوار والعلاقات المتوازنة والآفاق التي يرغب العراق في فتحها على المستوى العربي والدولي، يرافقه طرح لبعض الرؤى وإن كانت ما تزال غير واضحة لمشروع حل لمعضلة المشاكل الفتاكة في الجسد العراقي،،هؤلاء الذين يأملون في فهم الأشكال المختلفة لدور الكتل السياسية وما سيتمخض عنها من مواقف،عليهم أن لا يعولوا كثيراً على ما تردده وسائل إعلام تلك الكتل ،فما أكثر الكلام وما أقل الفعل،،ولإن طلق الولادة ما زال عسيراً، وتلك هي المشكلة!!؟





    [05-09-2018 07:48 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع