الرئيسية مقالات واراء
إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فعلى الدُنيا السَّلام ، و من هنا يبرزُ السؤال الأهم ، هل مجلس النواب المُنتخب من قبلنا نحن أهلاً لإسترداد الحقوق ؟ و هل هو قادرٌ على إقامة الحدود و مُحاسبة المقصرين ؟ أم إننا سنسمع جعجعةً و لن نرى طحينا ؟
إجتمع المجلسُ الموقرُ اليوم ، و استمعنا لبعض ردود أفعالهم التي يا حبذا لو يرحمونا منها و سنكون لهم من الشاكرين ، و نودُ هنا الوقوف على بعضِ ما تم تداوله بالجلسة .
لا تضحكوا ..
إذا أُصيب القوم في أخلاقهم فأقِم عليهم مأتماً و عويلاً .
في الوقت الذي مازالت تتعالى فيه صيحات الأُمهات و الآباء على طفلٍ فقدوه أو عزيزٍ رَحل ، تتعالى ضحِكات مجلس النواب و كأن الأمر لا يعنيهم ، و كأن جِراحنا التي ما زالت تنزف نكات لهم ، كأنهم ليسوا منا و لم يكونوا من الشعب يوماً ، ألا يعلمون أن الوطن بأكمله في هذه الأيام بيت عزاء و للميت حرمته؟ أم أنهم لا يعلمون أن الشعب يترقب اجتماعهم و سوف يستمع لكلماتهم المسمومة ؟ أم انهم لنا لا يأبهون؟ و هو المُرجَّح .
قضاء و قدر ..
يقول أحدهم أن ما حدث بيد الله ، و أنه قضاء الله وقدره ، كتلميح لإخلاء مسؤولية المُقصرين ، إذا كان هذا ما تراه ، فلتستقيل من مجلسك و دعنا لقضاء الله و قدره فهو ألطف بعباده منكم ، و ليس لوجودك أي داعٍ إلّا أنك عبئ على مقعدك و على خزينة الدولة ، يا سيدي ، هل من المعقول أن نرمي بأطفالنا إلى عالم المجهول دون إجراءاتٍ احترازية ، و بعدُها نقول قضاء الله و قدره ! إذا كان كذلك فعلامَ أنتهم جهة رقابية ؟ دع الخَلق للخالق و اعتقنا و استقيل .
اللي بدُه يسحج يطلع برا ..
هناك تسحيج علني ، فذلك نعلم نواياه و ما يحمله تجاه الوطن ، و ما بالك باللذين يعلنون تضامنهم مع الشعب و يخدعونه و ينقلبون عليه بليلة و ضُحاها ؟ كم من حادثة مرت و تم التوقيع عليها بعد اعلان رفضها على الملأ ؟ لنتفاجأ بعدها بانقلاب الموازين ، و كأنك يا نائب ما غزيت .
قراءة الفاتحة ..
أصبت ، فالفائدة الوحيدة التي قد نجنيها من المجلس الموقر فعلاً هي قراءة الفاتحة على روح الأطفال و من لقوا حتفهم في الحادثة ، فلو اجتمع مجلس الأُمةُ بشقيه ، النواب و الأعيان على أن يُحدثوا فرقاً و يحاسبوا مُقصراً ما فعلوا ، لذا أعطونا دقيقةً من وقتكم الثمين و لكن رجاءُنا أن تقرأوها بخشوع ، و إذا كملتوها سنكون لكُم من الشاكرين .
مُطالبة بالاستقالة ..
و إن لم يحدُث و استقالوا ؟ و مما يبدوا بل من الواضح أنه من المستحيلات أو انه سيكون أحد أفلام الخيال العلمي أن يستقيلوا ، فنحن لسنا في بريطانيا و لا في أوروبا ، الكرسي عزيز و غالي و لتُحرق روما من بعدي ، بيجوز اللي بالصين رح يستقيلوا بس جماعتنا لأ ، ماذا أنتُم فاعلون ؟ هل سنجد منكم من سيُقدم استقالته إحتراماً لإنسانيته وأيمانه التي قطعها تضامُنا مع حُزن الوطن ؟
إن لم تستطع قول الحقيقة فلا تصفق للباطل ، نتمنى أن تكونوا مُمثلين للشعب ، و لستم مُمثلين عليه ،و إذا ما قدرتوا عليهم ، فعليكم بأنفُسِكُم ، و ذلك أضعفُ الإيمان .
أبناءُ القُبّةِ أنتُم ، قد نستثني منكُم عدداً .