الرئيسية مقالات واراء
أطل علينا ديوان المحاسبة بتقريره المُضحك المبكي لعام ٢٠١٧ بقضايا جديدة شغلت الرأي العام ، قضايا قليلة بالمبلغ لكنها كبيرة من حيث المبدأ .
تعودنا في أردننا الحبيب على التعايش مع الفساد بمختلف أشكاله ، فرأينا هروب أو تهريب فاسدين في ظروف غامضة ، انتظرنا عودتهم كثيراً و لكن لا حياة لمن تُنادي ، حكي فاضي و سواليف حصيدة .
واقعٌ يُحاكي بمجرياته مسلسل مرايا الشهير ، صواني شاي بآلاف الدنانير و مشروبات روحية من أفخم الأنواع بالآلاف ، غداء عمل و عشاء على حساب جيب المواطن و أفلام عفى عليها الدهر يتم شراءها مرتين ، خلينا نتابع أفلامكوا أحلى ، بس أجمل ما في الموضوع طيارة .
تقرير ديوان المُحاسبة لم يخلو من عنصر التشويق ، فوضع بين أيدينا مادة مثيرة للجدل ، تُطرح على مواقع التواصل الاجتماعي ، و هي فُقدان طائرة شراعية ! فكثرت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي و تزايدت التساؤلات ، أين الطيارة ؟
رواد مواقع التواصل يتابعون الإعلام الرسمي منتظرين إجابة ، و الإعلام الرسمي لا يتابعهم ، و يترك الطائرة تحوم المواقع و تكون وجبة لكيل الاتهامات و اغتيال الشخصيات ، و اعلامنا الرسمي يقتصر دوره على التهديد بقانون الجرائم الالكترونية ، طيب يا أخي جاوب خلينا نسكت ، الطيارة فييين ؟
لو تناسينا جميع قضايا الفساد ، و أبقينا على قضية الطائرة ، فعدم الاجابة الى الان عن مكان وجودها ، كفيلٌ بإطاحة وزير أو اثنان على الأقل ، إن توافر لديهم حس المسؤولية بسبب هدر المال العام ، و يتلوها الاعتراف بتقصيرها أو عدم قدرتها على مجابهة الفساد .
لم نسمع من قبل بطائرات تختفي إلا بمثلث برمودا ، فمن يُحلق بأجواءه تنقطع أخباره ولا يمكن الأتصال به مجدداً ، كما حدث بطائرتنا المنكوبة ، فيأخذ المُثلث الجمل بما حمل ، حتى بمثلث برمودا هناك بعض النظريات و التفسيرات العلمية التي تضعنا بتصورات الحدث . أما طائرتنا تفسيرها الوحيد أنها ذهبت في غياهب الجب لتحلق في سماء الفساد .
أين نحن و كيف تُدار أُمورنا ؟ هل من المعقول أن تختفي طائرة بسعرها و حجمها بدون لا حس ولاخبر؟! هل بدأ عصر مُتقدم من الفساد يعيشه الشعب الأردني يستخدم فيه الفاسدين الخيال العلمي؟
حدا شاف الطياره؟ بحضن مين هبطت ؟!