الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
رداد القلاب - أشلاء آدمية متناثرة ، بكاء من كل حدب وصوب ، لحم آدميين يلتصق بحديد مركبات ، وأصوات "مناشير" الدفاع المدني التي تقوم بقص الحديد لأجل إسعاف مصابين جراء حادث ، اختلاط الغبار والدخان الناجم عن الاصطدام القوي ..انه مشهد مرعب وأليم بنفس الوقت ، انه الموت الذي بات ينتظر الأردنيين على الطريق الصحراوي ويلبد لهم في ضبعة او سواقة او الابيض …
ويتداول الأردنيين معادلة مفادها : إما أن الحكومات المتعاقبة تحمل ذاكرة قصيرة ، وهذا مستبعد او انها تستخف وتستغفل الاردنيين ، على - امل ان ياتي الله امرا كان مقضيا - ، و يرجحون الرأي الثاني .
الأردنيون – وفي ظل ظروف قاسية - إنتظروا وعداً لوزير الأشغال والإسكان السابق ، سامي هلسة المتضمن الانتهاء من مشروع تأهيل الطريق الصحراوي مع نهاية العام 2018 وها نحن بنهاية العام معتبرا أن كلفته تأهيله مناسبة جدا وحقيقية وكان هذا الكلام بداية ايار 2018 ، محتملين ، شارع مهترئ و قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، ليكون شريان للحياة وليس اداة للقتل.
وتستعيد الذاكرة الجمعية الوطنية ، الكثير من الاعلانات والكذب وغيرها التي ذهبت ادراج الرياح ونخشى أن الحكومات تسير وفق تلك القواعد والمنهجيات ، وهنا تكمن الخطورة ، ونقول :"الزمان غير الزمان ولكل زمان دولة ورجال ".
على طريق الجنوب ، على مشارف الكرك ومعان والطفيلة والعقبة ، وتحديدًا الشارع الشريان الذي يربط العاصمة بالجنوب الغالي وحدود العربية السعودية ، والذي يمتد بطول 330 كيلو مترا، والذي بوشر تم بإنشائه العام 1957 ولغاية العام 1960 .
إعاد حادث الصحراوي الأليم الصحراوي ، وإصابة (40) شخص اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي منطقة ضبعة، بحادث وقع بين 3 شاحنات و حافلة ركوب يعود الى شركة "جت" ، فتح ملف – طريق الموت – بعدما حمل اللقب عن جدارة واستحقاق ،و بعدما تسبب بقتل الكثيرين جراء الحوادث، ما يثير تساؤلات واسعة واستنكارات في صدقية الحكومات تجاه القرارات التي تعلن عنها .
كما استعادت الذاكرة الوطنية ، وفاة النائب محمد العمامرة و7 آخرون منهم 6 من أفراد أسرته، وأصيب آخر بجراح بالغة، مساء السبت، إثر حادث تصادم وقع بين مركبة وشاحنة، في منطقة سواقة على الطريق الصحراوي، في 21 نيسان 2018 ، ثم "نعيناه " وانتهى الأمر بتصريح وزير ، لم يقدم وبل اخر كثيراً .
وكذلك نستذكر ، الحادث الآليم والمشابهة ، الذي راح ضحيته 5 وفيات ، وأصيب آخرون، في تصادم شاحنة مع مركبات أخرى، على الطريق الصحراوي، وقع بتاريخ 10 آذار 2017 ما أثار موجة استياء عارمة، وبعد وقت تم نسيان القضية .
ماذا تنتظر ؟ من يحاسب هؤلاء المقصرين والمتقاعسين عن أعمالهم ؟ متى يتم وقف القتل المجاني ؟ لمن نشتكي ؟ هذه الاسئلة تدور على لسان الاردنيين ، في ذهن وفي أفراحهم وأتراحهم وجلساتهم ، وبكثير من القهر والحسرة والمرارة .
وبحسب إحصاءات رسمية متداولة في اروقة الدفاع المدني ، فإن عدد الحوادث على الطريق الصحراوي في ازدياد، حيث لا يمر شهر إلا ويتوفى بين شخص الى ثلاثة على الطريق.