الرئيسية مقالات واراء
كانت الزرقاء دون غيرها قد شهدت أسخن وأصعب مواجهة انتخابية قبل عام ونصف تقريبا حين تنافس على منصب رئيس بلدية الزرقاء شخصيتين لهما من الحضور الكثير بين أبناء محافظة الزرقاء وكلاهما يمثل تيارا سياسيا بعينه، وإن كانت المنافسة على موقع خدمي، وهذا بحد ذاته أمر ايجابي الى حد كبير من وجهة نظري ، إلا ان هذا الأمر لا يكفي في ظل صخب المنافسة فكانت حنكة الطرفين ودهاؤهم حاضرة بقوة لاستقطاب كل الاوراق المتاحة أمامهم في محافظة فسيفسائية اجتماعيا وفكريا ،وانتهى الامر بكل أحداثه و تفاصيله الجدليه لفوز المهندس علي أبو السكر برئاسة البلدية وكذلك كتلته الانتخابية بالحصة الأكبر لمقاعد اعضاء المجلس.
وبطبيعة الحال .. لكل مرشح جمهوره وكان لفوز ابو السكر ترحيب من نوع خاص لكونه يمثل الاخوان المسلمين الذين ابتعدوا لفترة زمنية عن ساحة الانتخابات ولهم قاعدة شعبية كبيرة في المحافظة انقسمت بين مؤيد ومعارض للمشاركة في الانتخابات ، إلا ان هذا الامر لم يمنع كوادر الحزب والجماعة من تقديم دعمهم المطلق له في حملة انتخابية كبيرة كانت ضرورة حتمية وقد أقروا بأن المنافس أمامهم قوي و صلب.
اليوم وبعد مرور خمسة عشر شهرا على فوز الاسلاميين برئاسة البلدية تشهد الزرقاء صراعا محتدما بين الرئيس وبعض أعضاء المجلس البلدي ، بعد أن كانت الاضواء مسلطة على "عنوان اخر" أثبت فشله في محافظة تعاني من شح موارد البلدية واهمال حكومي متعمد وترهل كبير خلفته تركة عقود مضت على بلدية تكدست بموظفين يفوق عددهم حاجة المدينة وحاجة البلدية ايضا التي اضحت تنوء بحملها الثقيل على خزينة منهكة وشحيحة الدعم ، والعنوان الاخر الذي قصدته هو المؤامرة التي قيل بأن الوزير يقودها لافشال بلدية الزرقاء وانا من الذين اقتنعوا بها بداية ،والتهمة كانت بناءا على الخلفية السياسية لرئيس بلدية الزرقاء وفريقه التي تخالف تيار الوزير المهندس اليساري وليد المصري ، واستمرت حملات الاتهام للوزير بالافشال والتحريض ضده في كل المنابر الاعلامية المتاحة إلى تلك اللحظة التي زار فيها الوزير الزرقاء وامام حضور كبير ورسمي واعلامي كانت المواجهة واثبت للجميع انه على حق وان اي اتهام وجه له كان باطلا واستطاع تفنيد كل التهم على مرأى الجميع وطويت صفحة نظرية المؤامرة التي اشغلت الزرقاويين وثبت بما لا يدع مجالا للشك انها لم تكن اكثر من مجرد ستار يخفي وراءه عجزا على إدارة ملف البلدية !
الزرقاويين وانا منهم شهدنا وسمعنا وعودا براقة اطلقها الرئيس المنتخب وفريقه لخدمة الزرقاء وتحويلها الى اسطنبول رغم علم الرئيس وعلمنا ايضا ان الامر ليس بالسهل في ظل شح الموارد والدعم ، وكان الأمل بأصحاب الوعد ان يضعوا امام ابناء الزرقاء خطتهم لمشروع نهضة الزرقاء وتطورها بدل إشغالهم واستنزاف وقتهم بقضايا الخلافات الخارجية مع الوزير والداخلية بين أعضاء المجلس التي لا تعني أبناء محافظة الزرقاء بشيء وهمهم الوحيد فقط هو تلقي الخدمة وتحسين وضع البنية التحتية التي تعنى البلدية بتقديمها .
الخلاف الدائر اليوم بين رئيس بلدية الزرقاء وبعض أعضاء المجلس لن ينتهي اذا ما استمرت سياسة الرئيس والدائرة المحيطة به التي تملك صولجان السلطة فقط لكونها من الاخوان المسلمين المقربين للرئيس وتركتهم الوحيدة التي أتت بهم عبر صناديق الانتخاب اخوانيتهم وتحالفهم بالإضافة لكونهم يملكون صفحة شخصية على الفيسبوك بوك ! !
، هي تلك الدائرة التي توجه الرئيس وتعينه ليضرب بعرض الحائط كل الاعتبارات والضغوطات التي تفرض نفسها الى حد كبير في بلدية تختلف كليا في تركيبة أعضاءها وكادرها عن بلدية صغيرة في مادبا او جرش ، والزرقاويين لن يطول صبرهم اذا ما استمرت المناكفات تطفو على السطح بهذه الطريقة التي أبعدت البلدية عن دورها الخدماتي ..!