الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    شيطنة ممنهجة
    حمزة أبو رمان - ارشيفية

    كتب: حمزة أبو رمان - منذ أن أعلنت فعاليات شعبية معارضة في الأردن وقفتها "المليونية" احتجاجا على سياسة حكومة عمر الرزاز السياسية والاقتصادية بالقرب من رئاسة الوزراء يوم الخميس، بدأت بعض الماكينات الإعلامية بشيطنة الفعالية باعتبارها عملا تخريبيا الهدف منه زعزة استقرار وأمن المملكة.

    وما بين الاحتجاجات التي أسقطت حكومة هاني الملقي، والتي تغنى بها القاصي والداني من حيث تعامل الأجهزة الأمنية والإعلام وحنكة صانع القرار في استيعاب المتظاهرين ومساندتهم في بعض الأحيان، تحول الخطاب بين ليلة وضحاها إلى مظاهر القمع والاستبداد التي مورست خلال أحداث الربيع العربي، والتي اذكر منها على سبيل المثال حراك 24 آذار الذي انتهى باعتقال النشطاء و(تشييك) دوار الداخلية!!

    حادثة وضع (الزفتة) في محيط الاعتصام الجمعة الماضي والتشويش على خاصية البث المباشر عبر فيسبوك، ليست وليدة الصدفة بل هي مؤشرات لوسائل قديمة في التضييق على المتظاهرين، نفذها أشخاص لم نعلم من هم حتى اللحظة، علما أن المكان محاط بعدد مهول من كاميرات المراقبة.

    ومن الأساليب الصبيانية الجديدة التي استخدمت خلال الأيام القليلة الماضية، فيديو تداوله ناشطون يتحدث عن فرقة الأحرار التي دعت للاعتصام تحت شعار (#معناش)، ويزعم أنها فرقة كولومبية تسعى للقتل والتخريب، وتتلقى الدعم المادي من جهات خارجية، ويضع صورا للدمار الذي حدث في سوريا نهاية التقرير تحت عنوان "هكذا تريد فرقة الأحرار الأردن"، ليوصل رسالة مفادها أن لا تنقادوا خلف هذه الوقفات التي تهدف للدمار والخراب والدماء.

    والغريب أن الاعتقالات والتضييق على الحراكيين تأتي في زمن حكومة مدنية لطيفة تتغنى دائما بأنها أتت من رحم الاحتجاجات، وأوكلت أحد حقائبها لوزير تعرض للضرب والاعتقال مرارا، ومن يشيطن اليوم كان في يوم من الأيام يهتف لإسقاط الحكومات والنهج المتبع جنبا إلى جنب مع الوزير (المفشوخ) في ساحة العين ودوار الداخلية وغيرهما من الميادين.

    في النهاية أتمنى أن تبقى الاحتجاجات في إطاراها السلمي وأن تبقى الصورة المثالية التي نقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية والعربية عن الاحتجاجات إبان حكومة الملقي كما هي. ويعي صانع القرار أن لكل فعل غبي ردة فعل أغبى قد تحول مسار الاعتصام إلى الفوضى والعنف (لا سمح الله).





    [05-12-2018 01:12 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع