الرئيسية تقارير
أحداث اليوم - شفاء القضاة - شهدت العلاقات الأردنيّة السوريَّةُ توترًا بعد عام 2011، لتبدأ عودتها بفتح معبر جابر نصيب في تشرين الأول من العام الماضي، ويوضع الملفُ السوري على الطاولة الأردنيّة بدءً من الزيارة النيابيّة والنقابيّة لسوريا مرورًا بردود الفعل الشعبيّة المؤيدَةِ والمعارضةِ لعودَةِ العلاقات.
وبدأت المغازلاتُ الأردنيّة لنظيرتها السوريّة، بإعلان الملك عبدالله الثاني أثناء اجتماعهِ بعددٍ من الصحفيين، بأن عودة العلاقات مع سوريا قريب، وأضاف "الأمور في سوريا تتحسن، ونتمنى لسوريا كل الخير".
"أحداث اليوم" تواصلت مع محللين لمعرفة طبيعة العلاقات المستقبليّة وتوقعاتهم لها، خاصةً في ظلِ إعادةِ فتح بعضِ الدولِ لسفاراتهم في دِمِشق، وإبقاء دولٍ أُخرى لعلاقاتهم فيها.
يرى المحلل السياسي الدكتور وليد أبو دلبوح أن وجهة النظر الأردنيّة كانت مع وحدة الأراضي السوريّة وتسويّة النزاع السوري بدون أيٍّ تدخُلٍ خارِجيّ.
ويضيف لـ"أحداث اليوم" أنه قريبًا سيكون هناكَ تمثيلٌ سياسيّ بين البلدين، فحتى الدول التي وقفت في صفِ المُعارضة مثلُ الإمارات أعادت فتح سفارتها، فما المانع أن يُعيد الأُردُن فتح السفارة، على حد تعبيره.
ويؤكدُ أبو دلبوح أن تبادل الزيارات بين قادةِ البلدين لن تكون في القريب العاجل، بل سيُمهد لها بواسطة زيارة الوُزراء ورؤساء الوزراء؛ إذ أن الأردن وسوريا دولتانِ مكملتانِ لبعضهما البعض، وهناك الكثير من الروابط التي تجمعهما، "المنطقة استنزفت من النزاعات والقتل، أنا متفاءلٌ بعودة العلاقات".
من جانبهِ يُعربُ المحلل الاقتصادي خالد الزبيدي عن أملهِ بعودةِ العلاقات بين البلدين؛ لأن سوريا سوقٌ مهمٌ للأردن نظرًا للاستفادة المتبادلة بين الطرفين.
ويبينُ الزبيدي لـ"أحداث اليوم" أن الصادرات الأردنيّة ستزيد بعد عودة العلاقات، إذ أن في ذلك فائدةً للمُزارع والمُستهلِك على حدٍ سواء.
فيما يشير المحلل الاقتصادي إلى أن فتح المعبر وعودة العلاقات يعزز التبادل الزراعي، ويربطُ لبنان والأردن من خلال سوريا " لدينا أزمةٌ طاحنة، بين فقر وبطالة، إلا إنه لا يوجد لدينا حرب، أما سوريا فلديهم"، في إشارةٍ منه لفائدة الاقتصاد السوري على الرغم من مروروه بحربٍ طاحنة.
واختلف معهم أحد القيادات الإسلاميّة والنائب الأسبق أحمد الكوفحي، إذ يلفت إلى أن من المستحيل قبول بقاء نظامٍ قتل شعبه، ودمر بلده وأحرقه بالكيماوي.
ويضيف الكوفحي لـ"أحداث اليوم" أن من يريد أن يحقق استقرارًا فعليهِ أن يعيد للشعب السوري كل حقوقه، مستغربًا كيف تتم مكافأة النِظام بهذه الزيارات من قِبل بعض الفئات.
ويوضح أن على الشعب السوري اختيار ممثليه بنفسه، إذ "أننا مع تحسين العلاقات لمصلحة سوريا لا النظام، فهو متوحش".
ويتطرق الكوفحي للتمثيلِ الدبلوماسي الذي يُعارضه بقوله "لا يهمني أن يتم فتح السفارة، المُهمُ أن يكونَ هُناك معادلةٌ جديدة ترفض تعزيز الظالم، لا أقبل زيارات الوفود الأردنيّة لسوريا"، واصفًا إياها بالمشاركة بما فعله النظام.
وكان عضو الهيئة العامة لنقابة أطباء الأسنان الدكتور محمود القرنه قد كشف عزمَ عددٍ من أعضاء النقابة إعلان استنكارهم إزاء تصرفات الوفد النقابي الزائر لسوريا قبل شهرين.
وأوضح القرنه في تصريحاتٍ سابقة لـ"أحداث اليوم" وجود خلافٍ نقابيٍّ حول الوضع السوري، مبينًا أن الاعتراض على الزيارة انساني لا لأهداف سياسية أو حزبية.
من ناحيَّةٍ أُخرى، أكد القائم بأعمال السفير السوري أيمن علوش فتح بعض الدول لسفاراتها في سوريا قريبًا، وتلقي سوريا لطلباتٍ من دولٍ عربيّةٍ بهذا الشأن، ومن ضمنها الأردن.
وقال علوش لـ"أحداث اليوم" إن الأجواء السياسية الأردنيّة السوريّة إيجابيةٌ جدًا لعودة العلاقات بين البلدين، إذ أن هناك رغبةً عربيّة في العودة إلى سوريا، كما توجد تواصلات من عدة دول عربيّة استشعرت بأنها معنيّة وتحت خطر ما تعرضت له سوريا.
ولفت إلى أن تطور العلاقات الأردنيّة السوريّة، وتقدمها بما يناسب الشعبين، مشيرًا إلى أن سوريا لا يعنيها إذا كانت بعض الدول لا تريد عودتها للجامعة العربيّة إنما المهم هو المجموع الذي يرى انتصار سوريا في هذه الحرب وعودة سيادتها وكيانها ووقوفها في وجه المشاريع الاستعماريّة في المنطقة.
هذا ويُقدرُ عدد اللاجئين في المملكة بـ751265 لاجئًا مُسجلًا رسميًّا بسجلات المفوضيّة الساميّة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل السوريون 88.7% منهم.
فيما تحتوي المملكة 3 مخيماتٍ للجوء السوري، يُعدُ الزعتري أكبرها، بالإضافةِ لكونه الأكبرَ عربيًّا وثاني أكبر مُخيمٍ عالميًّا.
ويذكر أن 5703 لاجئًا سوريًا غادروا البلاد عائدينَ لبلادهم في أولِ شهرين بعدَ فتح جابر- نصيب، بحسب وكالة الأنباء الأردنيّة بترا.
وما زال هناكَ تخوفاتٌ لدى البعضِ من عودة العلاقات السوريّة الأردنيّة إذ اعتبرها نُشطاءٌ عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالـ"خيانةِ" للدمِ السوري، بينما رحبَ آخرونَ بها ونادوا بسرعةِ عودتها.