الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - فرض طائر الغراب الهندي الذي جلبته البواخر المحملة بالاغنام، حضوره الثقيل على سكان احياء ” الثغر الباسم”، لتجده منذ ساعات الصباح الباكر بصوته المزعج، يتسيد الشرفات والنوافذ وأسلاك الكهرباء واغصان الاشجار، فيما لا يسلم الاطفال وكبار السن وحتى خزانات المياه على اسطح المنازل من فضوله.
ويواصل الغراب الأسود التحليق في سماء العقبة بحرية، مشكلا خطرا حقيقيا لساكني المدينة، سيما وأن هذه الغربان الدخيلة تتقن فن التعامل مع خزانات المياه المنتشرة على أسطح البنايات لتلقي بها ما شاءت من قاذوراتها، مهددة حياة مستخدمي تلك المياه.
وقال المواطن محمد الخوالدة، ان الغراب يرمي بفضلاته في خزنات المياه على اسطح البنايات، فيما يشكل رعبا بصوته المنفّر للاطفال، مؤكدا بان هذا الطائر يؤثر على الواقع السياحي في مدينة العقبة والتي تكتظ دائما بعشرات آلاف من الزوار والسياح من مختلف الجنسيات.
وطالب المواطن جفال عليان سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بايجاد حلول حقيقية للحد من انتشارها ومكافحتها بيئيا، مؤكدا ان طائر الغراب يشكل قلقا مستمرا لجميع ساكني العقبة، بصوته وسطوته على البنايات والمنازل، سيما وانه طائر سارق بامتياز.
ويؤكد عليان أن الغربان تهاجم احيانا الاطفال والاشخاص ممن يتوجهون باكرا الى مدارسهم ووظائفهم، بشكل شرس مما يدفع بهم الى اللجوء لأي محل تجاري أو كراج سيارة أو منزل، خوفا من تعرضهم الى الايذاء.
ويروي المواطن احمد الكركي حادثة شاهدها قبل فترة، تمثلت بمهاجمة مجموعة من الغربان احد الاشخاص من كبار السن ، بينما كان جالسا على باب منزله على كرسي، اذ لم يستطع التخلص منها الا بدخوله للمنزل، وهو مصاب بحالة من الهلع والخوف.
ويتميز غراب المنزل الهندي المنتشر بكثافة في مدينة العقبة، بتكيفه مع البشر بجرأة، اذ ان لديه قدرة فائقة على رصد تحركات الناس، وتحديد هدفه بدقة متناهية، الأمر الذي يسهل عليه السرقة، واستخدام هذة المسروقات في بناء عشه.
ويتخوف خبراء بيئيون حيال تزايد توطن سلالات الغربان الدخيلة، من تهديدها للنظام البيئي، مشيرين الى وجود مشكلة بيئية تدفع الطيور الأصلية الى الهجرة من اماكنها، نظرا لمنافستها على مكونات العيش في هذا النظام، سيما وان العقبة تشكل بيئة مثالية لإقامة انواع متعددة من الطيور، باعتبارها محطة مهمة في رحلة الطيور المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا.
وقد تم تصنيف (17) موقعاً كمناطق لطيور نادرة في الأردن، الا ان الغربان الهندية تشكل اكبر كابوس في منافسة الطيور الأصيلة على الأكل والعيش والنظام البيئي.
وقال مدير مرصد طيور العقبة المهندس فراس رحاحلة، ان هذا النوع من الغربان يتميز بدقة الملاحظة وقوة الذاكرة، اضافة لطبيعة حياته الجماعية مع اقرانه المتسمة بالمؤازرة والتعاضد فيما بينها لدرء أي خطر يهددها، مؤكدا أن مدينة العقبة تغص بالغربان التي جاءت قديما على متن البواخر القادمة إلى ميناء العقبة، خاصة من الهند واستوطنت في المدينة، سيما غراب المنزل الهندي الذي يلجأ أحيانا إلى سرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه، كالمفاتيح وحلي النساء لاستخدامها في بناء عشه. واضاف الرحاحلة انه في حالة تزايد اعداد الغربان وتضاعفها يتزايد الاعتداء على الطيور البرية الاخرى، مما يشكل اختلالا في التوازن الطبيعي البيئي للطيور البرية في المنطقة الساحلية، سيما ان العقبة تشكل بيئة مثالية لإقامة انواع متعددة من الطيور، باعتبارها محطة مهمة في رحلة الطيور المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا.
ويشير مصدر في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ان السلطة تقوم من خلال كوادرها المختصة بنزع اعشاش الغربان خاصة على الاشجار بهدف عدم تكاثرها، مؤكداً ان هناك خططا اخرى لمكافحتها من بينها وضع السموم بحذر للقضاء على اكبر عدد منها.
وسبق أن أطلقت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في بواكير عهدها شعارا لا يخلو من الطرافة، تحت عنوان اقتل غرابا واحصل على دينار لتشن بعد ذلك حملة للقضاء على الغربان بواسطة بنادق صيد، إلا أن الغراب مازال يصول ويجول في العقبة كلص ذكي يقلق السكان ويهدد التوازن البيئي في المدينة.
وكان البدو الرحل قديما إذا هموا بالرحيل إلى مكان آخر ورأوا غرابا قادما من الجهة التي يقصدونها عزفوا عنها وتوجهوا إلى غيرها، وإذا نزلوا بأرض ورأوا لحظة نزولهم غرابا أو طائر (البوم) رحلوا عنها على عجل، لاعتقادهم بأنها ستكون شرا عليهم ومحلا للمصائب التي ستحل بديارهم. الغد