الرئيسية مقالات واراء
ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.
أوصى الله بالوالدين في أكثر من موقع وفي أكثر من سورة في القرآن الكريم ففي سورة لقمان (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (لقمان: 14 و15)). وفي سورة الإسراء ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(الإسراء: 23 و 24)).
ومع ذلك نجد بعض الأبناء يسيؤون تعاملهم مع والديهم أمهاتهم وأبائهم بشكل يندى له الجبين. فنقول بين أنفسنا لو أي إنسان عمل مع أي واحد فينا أي معروف، لا ينساه أبداً ويبقى مديناً له بذلك المعروف طول العمر. فكيف والأم تحمل إبنها في بطنها تسعة شهور وتعاني ما تعانيه خلال فترة الحمل والولادة والرضاعة وتربيته وهو طفلاً وترعاه مع والده حتى يكبر ويتعلم ويصبح شاباً لسنوات طويله؟.
ألا يعتبر كل ذلك على أقل تعديل معروف من قبل الأبناء؟ ولا ينسى مدى الدهر؟ فكيف يجرؤ الأبناء بالقسوة على أمهاتهم وأبائهم لدرجة الضرب والإهانة؟! ووضعهم في ملاجئ كبار السن؟! الله أكبر الله أكبر والعزة لله. أي أخلاق هذه؟! وأي مبادئ؟! فلنعتبرهم أناس أحسنوا لكم أيها الأبناء وليسوا وأبائكم وأمهاتكم ألم يقل الله في كتابه العزيز (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (الرحمن: 60)). والأدهى والأمر أن أكثر من يسيئوا لأمهاتهم وأبائهم هم من المسلمين، فلنتخلق بأخلاق الإسلام ولنخاف الله في أمهاتنا وآبائنا.