الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
محمود الشرعان - بغفلة من أمر الأردنيين، تقرر اختيار عقل بلتاجي عضوا بمجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، وهو منصب "تشريفي"، فلا راتب نهاية الشهر ولا حوافز، ومع ذلك فقد مُلئَت منصات التواصل بالاستهجان، لماذا؟
البلتاجي الذي شغل عضوية مجلس الأعيان على مدار سنوات، عمل أيضاً كرئيسٍ للجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، وكان مستشارا للملك في الديوان الملكي، وقبل ذلك كله عمل كرئيسا لمجلس المفوضين/سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
السيرة الذاتية لعقل بلتاجي مليئة بالكراسي والمناصب؛ إذ عمل أيضا وزيرا للسياحة والآثار العام 1997، وكان النائب الأعلى للرئيس التنفيذي/المدير العام لخدمات المسافرين والمطارات، والأمين العام لأمانة عمان فيما بعد.
يبدو أن تناقل البلتاجي من منصب إلى آخر يأتي عن قناعةِ من يدير عملية توظيف المناصب القيادية والعليا في البلد، والدليل على ذلك؛ تنقل البلتاجي من العام 1969 حينما شغل منصب المدير العام لخدمات المسافرين والمطارات، ولغاية اختياره عضوا بمجلس الدراسات الدينية، وهنا الخلل الأول.
أما الخلل الثاني؛ يتمثل في عقل نفسه، فهو يرى بإنه يستحق ذلك كله - حسب تصريحه لـ"أحداث اليوم" - وهي معضلة يجب الوقوف عندها، إذ يقول:"إن اختياره جاء لخبرته التي تصل إلى خمسين عاماً في البحث العلمي والمعرفي في الأرض والانسان والقيم والأخلاق".
رؤية البلتاجي لا تختلف عن الباقيين، أقصد المسؤولين الذي يتبادلون ويتناوبون المناصب والكراسي، أمام أعيننا. وهذا الخلل الأعظم، أننا صمتنا طوال عقود على تعييناتهم المشبوهة، بل كنا نصفق لهم ونقول: "بكم تزهو المناصب"، يا حسرتنا، فأي زهاء حل بنا وبالبلد.
خمسون عاما مرت على البلد، ولا يزال عقل بلتاجي واخرين يتنقلون بين منصب وآخر، وكأن البلد لم تلد عقول نيرة أو أصحاب شهادات أو كفاءات، وكأن الأردن انجبتهم ولم تنجب غيرهم.
بالمحصلة، لابد للأردنيين أن يعرفوا بإنه ليس وحده عقل بلتاجي من يحظى بالمناصب والكراسي، لا ليس وحده، فثمة "سطوة" حقيقية، من قبل عائلات كاملة تورث المناصب لأبنائها وزوجاتهم، بل يكاد الأمر يصل إلى أحفادهم، أمام أعيننا وصمتنا. فوجب الحديث.