الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    واشنطن وفنزویلا .. ابحثوا عن النفط!

    من جدید تعود الولایات المتحدة لسیاسة الاستبداد والبلطجة، التي مارستھا في فیتنام وكوبا، وكوریا الشمالیة ونیكاراغوا وبنما والعراق ولیبیا، وسوریة وایران وافغانستان، والیوم جاء الدور على فنزویلا، التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من القارة الامیركیة الجنوبیة، والتي طالما كانت الولایات المتحدة تعتبرھا (امیركا الجنوبیة) بمثابة الحدیقة الخلفیة لھا.

    بید ان الامور تغیرت في فترات مختلفة واستطاعت شعوب تلك المناطق ان تفرز قیادات دیمقراطیة لا ترى في الولایات المتحدة صدیقا حقیقیا واعلنت تمردھا ورفضھا لسیاسة الولایات المتحدة في المنطقة الامیركیة اللاتینیة والعالم، ومن بین ھذه الدول كانت فنزویلا، التي استمرت في رفضھا لسیاسات واشنطن حتى الیوم.

    واشنطن، التي تدعي الحرص على الدیمقراطیة وحقوق الانسان وحریة الفرد، ما تزال تواصل دفن رأسھا في الرمل، ولا ترى الانتھاكات الیومیة التي یتعرض لھا الانسان الفلسطیني على ید القوات الصھیونیة الغازیة والمحتلة، ولم تلحظ الوحشیة التي مورست بحق اشخاص یحملون جنسیتھا على ید دول حلیفة لھا ما تزال تحاول التستر علیھا.

    رغم كل ھذا التشدق بالدیمقراطیة، فان الولایات المتحدة تتحرش بفنزویلا، رغم ان رئیسھا نیكولاس مادورو منتخب بشكل دیمقراطي العام 2013 وحصل على 61،50 % من الأصوات ضد مرشح المعارضة الذي كان قد جمع 12،49 % من الأصوات، واعید انتخابھ العام 2018 ،وقبل انتخابھ جرت محاولة اغتیال لھ لم تنجح.

    ولان الشيء بالشيء یذكر؛ فلا بد من التأشیر الى ان محاولات الاغتیال تلك تم تجریبھا كثیرا مع قیادات امیركیة لاتینیة مناوئة للولایات المتحدة، وقد اعترف اكثر من ضابط استخبارات امیركي بمحاولات الاغتیال تلك، ولعل ابرز الشخصیات التي جربت الاستخبارات الامیركیة اغتیالھا من القیادات اللاتینیة كان الرئیس الكوبي فیدل كاسترو.

    عملیا، فإن الولایات المتحدة لا یھمھا؛ لا حقوق انسان ولا حریة تعبیر ولا خلافھ من مسمیات باتت غیر مقنعة لتسویق سیاسة واشنطن في العالم، فواشنطن التي تقبل ان یستمر في الحكم حلفاء لھا مستبدون لا یؤمنون بحق الانسان في الحیاة ولیس في التعبیر فقط، لا یحق لھا الحدیث عن حریة الرأي والفكر وخلافھ، وواشنطن التي تضرب عرض الحائط بالشرعیة الدولیة وتدعم دولة مستعمرة كالكیان الصھیوني، لا یجوز لھا ان تبیعنا دیمقراطیة وحریات. اذا؛ ماذا ترید واشنطن من كراكاس؟ الجواب واضح ولا یحتاج لكثیر من العناء، ففنزویلا التي تقع على الساحل الشمالي لامیركا الجنوبیة، وتغطي أراضیھا مساحة تقدر بنحو 445،916 كیلومترا مربعا (841،353 میلا مربعا) ویقدر عدد سكانھا بحوالي 000،100،29 نسمة، وتتكون باعتبارھا جمھوریة رئاسیة فیدرالیة من 23 ولایة، واكتشاف النفط فیھا أوائل القرن
    20 ،باتت الیوم من أكبر المصدرین في العالم للنفط وتملك أكبر احتیاطیات نفطیة.

    الجواب لا یحتاج لتدقیق فأینما كان النفط تذھب واشنطن، وتحاول ان تزرع في الدول التي یوجد فیھا نفط أعوانا لھا یؤمنون مصالحھا ویؤمنون لشركاتھا السیطرة على مخزون النفط في العالم، انظروا ماذا فعلت واشنطن في العراق ولیبیا والیمن، وكلھا دول نفطیة بامتیاز، حتى انھا عندما شعرت ان ھناك اكتشافات نفطیة في الشمال السوري حاولت وضع الید علیھ، وھي الیوم تواصل ضغطھا على ایران النفطیة وعلى فنزویلا.

    صدق الرئیس الفنزویلي عندما لخص ما تقوم بھ واشنطن ضد بلاده بالقول: ”انھا أزمة من صنع واشنطن وبدعم من الحكومات التابعة لھا في الغرب. إنھا أزمة ملفقة لتبریر سیناریو وقصة التدخل الإنساني، لا یمكنھم الإدعاء بأن مادورو لدیھ أسلحة دمار شامل، كما فعلوا في العراق.

    ولا یمكنھم أن یختلقوا مجازر ھنا كما فعلوا مع لیبیا، لذلك ابتدعوا أزمة ذات ھدف ظاھري، من أجل تحقیق التدخل الإنساني. ولكن الھدف واحد: السیطرة على فنزویلا، إخضاع فنزویلا، والاستیلاء على ثرواتنا الطبیعیة“.





    [25-02-2019 01:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع