الرئيسية مقالات واراء
بعدما تعرضت له بعضُ الأماكن في عمان وبخاصة وسط البلد من حالة غرق جراء الأمطار الغزيرة التي صاحبت المنخفض الجوي الذي أثر على البلاد خلال اليومين الماضيين وبعد هذا السيل العارم لإنتقاد أمانة عمان الكبرى وتقصيرها وبخاصة شخصُ أمينها عقب حالة الغضب من حفل تكريم فنانات تزامن مع تشييع شهداء قضوا نحبهم دفاعاً عن أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه ، وبعد إبتعاد الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والنقد العام عن معاناة الوطن والمواطنين وتغيير مسار الضوء عن المشاكل الكبرى، هل المشهد مرسومٌ لحل العقدة وأُستثمر الظرفُ لأعمق من القشرة وهل سيكون امين عمان الشماعة التي سيعلق عليها المتنفذون فشل وتردي الحكومات وتفشي الفساد منذ عام 1999 الى عام 2018 حسب تقرير حالة البلاد الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي مؤخراً ، هل سيُضحى بكبش فداء آخر كلما إشتد الخناق على الفساد وعُتاة الفاسدين لأجل إسكات الناقدين وتحويل الانتباه الى سقف السيل فقط مع أهمية ذلك ونسيان كُل بؤر الخذلان على إمتداد ساحة الوطن وفي مُختلف المجالات والميادين وفي كل القطاعات وتنفيس الغضب الشعبي العارم من تردي الأوضاع وحلحلة الحالة الوطنية البائسة واليائسة من رؤية ضوء في نهاية النفق المظلم الذي وضع فيه الفاسدون والفاشلون الوطن وتركوه عمداً وقصداً للمساعدة في تنفيذ اجندات خارجية على حساب الاردن والأردنيين وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني ، وإبطاء محاسبة كل السارقين والناهبين أمواله وخيراته والبائعين مؤسساته وثرواته وتأخير مُساءلة المسؤولين عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وإرخاء الحبال المقتربة من اعناقهم وتحويل الأنظار عن هدر وسرقة المال العام و إحراف البوصلة عن التأشير الصحيح على مواضع الخلل والوجع وتشتيت الانتباه عن المطالبات بالإصلاح الجذري والشامل والابتعاد مرحلياً عن فتح كُل الملفات الكبيرة التي يجب ان تُفتح في عملية جراحية كبرى يجب ان تكون لإنقاذ الوطن والدولة والأمن والمؤسسات وإعادة الراحة لنفوس الأردنيين والطمأنينة على مستقبل البلد ومستقبل الأجيال القادمة.
د.عساف الشوبكي