الرئيسية مقالات واراء
فضَّل الله الأنبياء بعضهم على بعض بما أعطى كل نبي من الآيات والقدرات وفق طبيعة الحياة التي عاشها قومه (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء: 55)، كما فضَّل الله بعض الرُسُل على بعض وفق أهداف رسالة كل رسول إلى قومه (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(البقرة: 253)، وكما فضَّل الله بعض الناس على بعض بما رزقهم من نعم المال والجاه والحسب والنسب والقوة والوسامه والقدرات والذكاء ... إلخ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). فيتبين لنا مما تقدَّم أن الله خلقنا مختلفين حتى نقوم بخدمة بعضنا البعض فمنَّا من يصبح طبيباً، مهندساً، عسكرياً متميزاً، إدارياً ناجحاً، قائداً متميزاً (مثال: خالد بن الوليد) ... إلخ.
فالذي ميَّز الأمم في التقدم والريادة وفي كل مجالات الحياة عن بعضها البعض هو إعطاء كل إنسان المسؤولية التي يبدع فيها ووضع الرجل / المسؤول المناسب في المكان المناسب. وكنا نحن المسلمين في مقدمة الأمم كلها عندما كنا نراعي الفروقات بين بعضنا البعض ونفضل بعضنا على بعض بما يتميز كل واحد منَّا عن الآخر ونعمل بكل أمانة وإخلاص للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية لأي شخص معين أو أي أشخاص معينين. وعندما تخلَّينا عن ذلك وإعتمدنا على الواسطات والعلاقات العشائرية والعائلية والشللية والدينية والمذهبية والحزبية فقدنا مبادؤنا وقيمنا وأخلاقنا وتأخرنا عن باقي الأمم. وأصبحت حياتنا لا تطاق والكل منا يتذمر ومستاء لما آلت إليه أحوالنا في كل شؤون حياتنا. وخصوصاً عندما نشاهد أن بعض المسؤولين في كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة لا يستطيعون إدارة أنفسهم أو إتخاذ أي قرار في مجال مسؤولياتهم، ويفتقدون القدرات في التطوير والتحديث لرفع مستوى أداء من يعمل معهم في أماكن مسؤولياتهم بل يتدنى الأداء للأسوأ. وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.
فبدأنا نسمع الناس العقلاء يتداولون أمثلة تعكس الواقع الذي نحن فيه عند مراجعة كثيراً من الدوائر الحكومية والخاصة (أقول بعض حتى لا أظلم بعد المسؤولين المتميزين حتى لو كانوا قلة قليلة جداً وربما تولوا مسؤولياتهم بالحظ أو الصدفة وليس وفق القوانين والتعليمات والأنظمه الموضوعة لتعيين المسؤول القيادي كما هو موجود ومعمول به في الدول الأجنبية): هذا زمن الرويبضة (الرجل الجاهل يتكلم في شؤون الأمة)، طلعوا القنابر على المنابر(يخطبون في الناس)، عدوٌ عاقل خيرً من ألف صديق جاهل، هذا زمن شرار الأمه يتولون أمورها، ... إلخ. فنحن نطالب المسؤولين في قمة هرم المسؤولية في بلادنا أن يعملوا جاهدين على تقدير وإحترام الفروقات التي بين المواطنين وأن يولوا خيارنا أمورنا وليس جهلائنا أوشرارنا علينا حتى نعود كما كنا ويرضى عنَّا الله ويكون لنا وزن وتقدير وهيبة بين الأمم.