خَلَقَنَا الله في أحسنِ تقويمٍ (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). وكما ذكرنا في مقالةٍ سابقةٍ لنا أن الله زَوَدَ الإنسانَ بكلِ وسائلِ الإتصالِ المرئيةِ والمسموعةِ والملموسةِ والمقروءةِ وبأرقى مستوياتها حيث لا يستطيع أن يجاريها أحد من علماء وأطباء البشر في هذا الكون. وقد ذكرنا أيضاً أن الله خلق وسائل إتصالنا كلها لا سلكية (Wireless).

ونضيف في هذهِ المقالةِ أننا ثلاثيي الأبعاد ولدينا القدرات التخيلية الحقيقية الإفتراضية(Virtual Reality Imagination Capabilities(VRICs) أعني بذلك أن لنا طول وعرض وسمك (Three Dimensions(3D)). ولدى كل إنسان القدرة على التفكير والتخيل والتصور الإفتراضي في الثلاثة أبعاد.

والسؤال الذي يتبادر للذهن أولاً: هل الإنسان عندما يحلم في نومه يحلم بعقله وروحه أم بعقله فقط؟ الجواب هو: أن الإنسان يحلم في نومه بعقله فقط (ْعقله المادي وعقله الباطني) وليس بعقله وروحه معاً. لأن النوم كما ذكرنا في مقالاتٍ سابقةٍ لنا أيضاً أن الإنسان عندما ينام يكون مَيِّتاً الموتة الصغرى (تؤخذ الروح منه بأمر الله وتعود له عندما يستيقظ من نومه) أي تؤخذ منه روحه ويكون جسداً بلا روح وترد له روحه إذا بقي له عمر ويحيى من جديد ليباشر أعماله اليومية كما توضحه الآية (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر: 42)). فهذا أكبر إثبات على أن الإنسان يحلم بعقله لوحده فقط وليس بعقله وروحه.

والسؤال الآخر الذي يتبادر للذهن هو: هل الإنسان عندما يحلم يستخدم عقله ليتخيل ويتصور بشكل ثلاثي الأبعاد ويستخدم قدراته التخيلية الحقيقية الإفتراضية(VRICs) ؟ والجواب نعم. لأن الإنسان عندما يحلم وكل من حلم منَّا قد مر بهذه التجربة وخصوصاً عندما يحلم أنه سافر في باصٍ أو في باخرةٍ كبيرةً أو في طائرةٍ كبيرةً ... إلخ وشاهد في الحلم بحر وناس كثيرون وسيارات وغيرها وكل ذلك تم وهو نائم في سريره او على فرشته وفي غرفته. وكم أبعاد سريره وفرشته وغرفته مقارنة بالباخرة أوالطائرة أو الباص وما شاهده من بحر وناس وغيرهم؟.

هل سريره أو فرشته أو غرفته تتسع لتستوعب كل ما شاهد في حلمه من باخرة أو طائرة أو بحر أو ناس كثيرون؟ بالطبع لا. لهذا فالله خلقنا عندنا القدرة التخيلية الحقيقية الإفتراضية خلال الحلم (VRICs) وليس الحقيقية (Reality) ونتخيل ونتصور وكأننا نكون في الواقع والحقيقة وفي صحوتنا. فالخلاصة أننا مخلوقات راقية جداً وللغاية وذوي ثلاثة أبعاد ولدينا القدرات التخيلية الحقيقية الإفتراضية (VRICs) ونحن نائمون نحلم ولا نكون في الحقيقية (Reality) كما نعيش في واقعنا بروحنا وعقلنا.

[07-03-2019 09:51 AM]