الرئيسية تقارير
أحداث اليوم - أحمد بني هاني - قمة ثلاثية عربية في القاهرة جمعت الأردن والعراق على طاولة واحدة مع مصر لبحث القضايا التي تشكل هاجس الدول الثلاث في المنطقة.
وبحضور الملك عبدالله الثاني إلى جانب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أكد الرئيس المصري عمق العلاقات مع الأردن والبعد الاستراتيجي للعلاقات التاريخية بين البلدين.
واتسمت القمة بالتركيز على الشقين السياسي والأمني إلى جانب الشق الاقتصادي الذي يشكل تحدياً كبيراً للدول في الآونة الاخيرة وخاصة في مجال الطاقة والكهرباء.
وسعت القمة إلى التأكيد على ثبات المواقف تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
كما وتناولت القمة الموقف العربي من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تجميد عضويتها لسنوات طويلة بسبب الحرب هناك.
وترك القادة باب الاجتماع مفتوحاً للإنعقاد بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات لتحقيق مصالح الشعوب في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة.
ويرى الخبير السياسي عامر السبايلة أن القمة الثلاثية لم تأتِ بأي شيء جديد ولكنها تمهد لخلق بعض التشكلات والتحالفات الإقليمية والدولية.
ويقول السبايلة لـ "أحداث اليوم"، إن الأردن يبحث عن المساندة الإقليمية والدعم في كثير من المواقف لتعزيز موقعه في المنطقة والعالم وخاصة بما يتعلق بدوره السياسي.
ويستبعد تطرق الاجتماع للوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، مؤكداً أن هناك مبالغة في تصوير الهجمة عليه بسبب موضوع الوصاية.
ويشير السبايلة إلى أن المقدسات ليست مملوكة لأحد فعلياً رغم رعاية الأردن لها ورعاية المسجد الأقصى والعاملين فيه منذ عشرينيات القرن الماضي، موضحاً أن ذلك يرجع إلى حجم تأثير الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات.
ويلفت إلى أن القمة قد تمهد لتناول ملف عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية من جديد في القمة العربية القادمة في تونس.
ويكمل السبايلة أن هناك عمل كبير وحديث حقيقي تمهيداً لعودة سوريا بعد قمة تونس، وأن عودة سوريا بالفترة المقبلة ليست صعبة.
بدوره يؤكد الخبير الاقتصادي فائق حجازين أن المباحثات تضمنت تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث وتنسيق المشاريع المشتركة بينها.
ويقول حجازين لـ "أحداث اليوم"، إن موقع الأردن الجغرافي يمثل قوة ومركزاً استراتيجياً بين القارتين الآسيوية والإفريقية وبالتالي ربط العراق مع مصر اقتصادياً.
ويبيّن أن اللقاء تناول جوانب الطاقة وملف الصادرات ن النفط والبضائع المختلفة إلى جانب الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة وللأردن تجربة سابقة في بيع الطاقة الفائضة عن الحاجة.
ويوضح حجازين أن العراق يدرك اهمية الاردن كمركز يربطه مع العالم من خلال المنفذ البحري الذي يطل على المتوسط إلى جانب قربه جغرافياً مع مصر وبالتالي فبل أن يتوقف خط الغاز من البصرة إلى العقبة فإنه قد يمتد إلى مصر.
ويشدد على أهمية التجربة والعلاقات الاقتصادية بين العراق والاردن بالفترة الأخيرة وخاصة في إقامة منطقة صناعية مشتركة الأمر الذي يدفع للبناء عليها على بعد ثلاثي خاصة أن البيان الختامي أكد تعزيز المناطق الصناعية.
وبشأن أهمية التحالفات الإقليمية للأردن يشير حجازين إلى أن الأردن استفاد من تحالفاته مع العراق والفائدة التي عادت عليه بعد فتح الحدود، موضحاً أنها رفعت الصادرات الأردنية بعدما كانت الحدود مقفلة لسنوات.
ويرى أن تحالفات الأردن قوية للغاية سواء أكانت عربية أو إقليمية أو دولية، وهو ما يعمل الملك عليه لضمان مستقبل الاردن وازدهاره اقتصادياً وكان آخرها مؤتمر لندن الذي جدد دعم أوروبا للأردن سياسياً قبل أن يكون اقتصادياً.