الرئيسية مقالات واراء
أريد أن أوضح للجميع للمرة التي لا تعد ولا تحصى أن أساس مشاكل المجتمعات العربية هي أساسها الزواج غير المتكافئ بين الزوج والزوجه. ويعود ذلك لعدم وضع أسس تتبع وتطبق من قبل المسؤولين في أي دولة في العالم من صلاحية الزوج والزوجة من الزواج أولاً ومن ثم بناء أسرة صحية في المجتمع قبل الموافقة على عقود الزواج. حتى تكون الأسرة مصدر لأولاد تكون تربيتهم صحيحة ويكونوا بناة لأسر جديدة في المجتمع خالية تقريباً من الشوائب النفسية والخلقية والإجتماعية والأخلاقية والدينية ... إلخ (أي بإختصار الأب والأم هما الأساس في بناء المجتمع الصحي من كل ناحية). وصدقت الأمثال عندما قالت: تفحص الأم قبل البنت هل الأم صاحبة دين وعاقلة ومتزنه وخلوقة ومرتبه وكريمة النفس ... إلخ لأن إقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها. وتفحص الأب أيضاً، فهل الأب صاحب دين وتقوى وهو القائد في الأسرة وعنده الحكمة وكريم الخلق والنفس وصاحب قرار ولا يخضع لقرارات النساء في أي أمر إلا بعد تحكيم العقل والمنطق... إلخ. لأن المثل يقول الولد لأبيه. وقد ذكرت الطرفين لأن البنت ستصبح أم والشاب يصبح أب بعد الزواج، فعلى الطرفين أن يتحرا كل واحد فيهما قبل الزواج. والزواج ليس أمراً سهلاً فهدفه توثيق عرى العلاقات بين العوائل والعشائر في الدولة الواحدة والدول المختلفة. ومنه يتولد إخوان وأعمام وأخوال وخالات وعمات وأجداد وجدات ... إلخ.
فالجمال سواء أكان عند الفتاة أو الشاب ليس كل شيء وإنما الدين أولاً ثم الجمال والمال والجاه والحسب والنسب فيما بعد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وخص الرسول الفتيات في هذا الحديث لأن الفتاة كما قلنا ستصبح أماً وجميع الأقوال تدور حول الأم وأمثلة على ذلك: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الإعراق، الأم التي تهز السرير في يمينها تهز العالم في يسارها، وخلف كل رجل عظيم إمرأة ... إلخ. فالأم هي الأساس في بناء الأسرة قبل الأب. وهذا لا يعني أن لا ننظر وأن لا نهتم في الأب أيضاً فله دور كبير في الأسرة أيضاً والإبن يقلد الأب في تصرفاته كما ذكرنا.
ورغم مما تقدم فلو حاول الطرفان التحري ولم يقصرا بذلك. فأنصح العروسين أن يتأنيا في إنجاب الأولاد حتى يتأكدان مع مرور الزمن لسنة أو سنتين من التوافق فيما بينهما من كل ناحية. لأن العروسين لو إستعجلا في إنجاب الأولاد وإكتشفا فيما بعد وجود خلافات بينهما أساسية وكانت فترة التفحص والخطوبه كلها تصنع. تكون عملية الطلاق صعبة جداً وكل الأقارب ينصحون بعدم الطلاق ... إلخ ويكون التسرع في الإنجاب هو السبب في تعقيد الأولاد وتوريد فتيات وشباب معقدين من كل ناحية للمجتمع. أما إذا لم يكن أطفال بين العروسين/ الزوجين يكون من السهل التفريق بينهما وكل واحد من الطرفين يذهب في سبيله. ونحمي المجتمع من أسر غير صحيحة وتكون بؤر مشاكل في المجتمع صعب حلها. ولعدم إتباع النصائح نجد أن نسبة الطلاق بين المتزوجين الجدد عالية جداً بلغت في عام 2018 إثنان وسبعون حالة في اليوم. فإحذروا من طوفان الطلاق الذي كتبت عنه سابقاً.