الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم - استشهد الطفل الفلسطيني أدهم نضال صقر عمارة (17 عاما)، مساء السبت، وأصيب 207 آخرون، بينهم 9 في حالة حرجة، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات يوم الأرض شرق قطاع غزة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، وفا.
وأفاد مراسل وفا، نقلا عن وزارة الصحة في القطاع، بأن الطفل عمارة استشهد جراء إصابته بشكل مباشر في وجهه، مضيفا أن من بين المصابين 16 أصيبوا بالرصاص الحي، و4 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و10 بشظايا، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأصيب 3 شبان على الأقل، ظهر السبت، بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة بمناسبة يوم الأرض، وفق وفا.
وأفاد مراسل "وفا" بأن "جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والمياه العادمة تجاه المشاركين؛ مما أدى إلى إصابة 3 شبان بأعيرة مطاطية والعشرات بحالات اختناق".
وأضاف أن جنود الاحتلال اعتدوا على الطواقم الصحفية الموجودة في المكان.
وانطلقت السبت من قرية قلنديا شمال القدس المحتلة فعاليات لإحياء ذكرى يوم الأرض، وتوجهت مسيرة حاشدة من أمام المجلس القروي باتجاه الأراضي المستهدفة بالهدم والاستيلاء شرق القرية، بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة. في الخليل، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والعشرات من الشبان، في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة؛ مما تسبب بإصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق.
ويحيي الفلسطينيون السبت، الذكرى الـ 43 ليوم الأرض، الذي يصادف في 30 مارس من كل عام، بمسيرات وفعاليات جماهيرية، تؤكد تمسكهم بأرضهم.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أعلن السبت، أن الوزارة والمؤسسات الصحية الشريكة أنهت استعداداتها وجاهزيتها في المستشفيات، والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف لمواكبة انطلاق فعاليات مليونية الأرض، والعودة في شرق قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين في 5 نقاط حددتها الهيئة العليا المنظمة لـ"مسيرات العودة" على طول السياج الإسرائيلي محكم الإغلاق الفاصل مع قطاع غزة، في الذكرى الأولى لبدء "مسيرات العودة الكبرى".
وتتزامن الاحتجاجات مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع إسرائيل عبر الوساطة المصرية للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
بدوره، حشد الجيش الإسرائيلي عشرات المدرعات على طول الحدود، ووضع عشرات القناصة على أهبة الاستعداد، وفق مراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد المدفعية والدبابات شرق غزة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال بمناسبة يوم الأرض، إن المعاناة التي عاناها الشعب الفلسطيني على مدار 100 عام، والتضحيات الجسام التي قدمها هذا الشعب العظيم لن تذهب هدرا.
وقال عبّاس، إن يوم الأرض "مناسبة لنجدد العهد لشعبنا على التمسك بالثوابت والحفاظ على المقدرات. وبأننا بصمود شعبنا قادرون على إفشال المؤامرات كافة التي تحاك ضده".
رئيس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة محمد اشتية قال، إن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2017 في الضفة الغربية وصل إلى 435 موقعا، منها 150 مستعمرة، و 116 بؤرة استيطانية.
وأضاف: "إسرائيل تقوم بشكل مكثف وممنهج بتهويد مدينة القدس، وقامت مؤخرا بإصدار أوامر لترحيل 12 تجمعا بدويا شرقي القدس، وترخيص آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة".
ودعا اشتية، إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض؛ تخليدا لذكرى من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الأرض، واحتجاجا على قرار الاحتلال مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل، والمثلث، والنقب عام 1976.
في مثل هذا اليوم من عام 1976 هب الفلسطينيون في أراضي عام 1948 في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بيوم الأرض.
واندلعت شرارة الاحتجاجات، عقب إقدام سلطات الاحتلال بالاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها في العام 1976؛ وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب؛ وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل، عن الإضراب العام في يوم 30 مارس.
في هذا اليوم أضربت مدن، وقرى الجليل، والمثلث إضرابا عاما، وحاولت سلطات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين، وقوات الاحتلال، كانت أعنفها في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.
دخلت قوات معززة من جيش الاحتلال مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة، بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل، والشهداء هم: خير أحمد ياسين، خديجة قاسم شواهنة، رجا حسين أبو ريا، خضر عيد محمود خلايلة، محسن حسن سيد طه ورأفت علي زهدي.
ورغم مطالبة فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948 إسرائيل بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش، والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل (يحملون الجنسية الإسرائيلية)، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بادعاء أن "الجيش" واجه قوى معادية.
ورغم مرور (43 عاما) على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو 1948 الذين أصبح عددهم اليوم أكثر من 1.4 مليون نسمة، بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948 من إحياء يوم الأرض، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وانعطافه تاريخية في مسيرة بقائهم، وانتمائهم، وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.
ومنذ عام 1976 أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين، وخارجها، وفي هذه المناسبة تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، رغم شراسة الهجمة الإسرائيلية.