أحداث اليوم - أكد أولیاء أمور مكفوفین في محافظة المفرق، أن إھمال أبنائھم ومعاناتھم مع ھذه الإعاقة، یحرمھم من حق التعلیم، ویربك مسیرة حیاتھم، وتحقیق أحلامھم بالعمل والاعتماد على الذات.

وأوضحوا أن معاناة أبنائھم تكمن في عدم توفر المواد التعلیمیة للمراحل التعلیمیة الابتدائیة والاعدادیة والثانویة الخاصة بالمكفوفین في المدارس الحكومیة، مثل الكتب الدراسیة المكتوبة بلغة ”برایل“، والتي تمكن الكفیف من القراءة من خلال اللمس بأصابعه، بالإضافة إلى الكوادر التعلیمیة المؤھلة، التي تكسبھم الخبرات اللازمة للحصول على فرص عمل.

وتقول أریج فیصل وھي إحدى المكفوفات إنھا تعاني من عدم توفر المواد التعلیمیة الخاصة بالمكفوفین المكتوبة بطریقة ”برایل“، مما تسبب لھا بنقص في المعلومات في المناھج الدراسیة.

وتحدثت عن معاناتھا مع مدرستھا، التي لم تسعفھا بالدراسة، لكونھا كانت تستمع للمعلمین فقط دون أن تتمكن من التحضیر والدراسة وفي البیت لعدم منحھا مناھج دراسیة مكتوبة بطریقة ”برایل“، مشیرة أنھا بحثت عن مدارس حكومیة ومدارس خاصة تدرس المكفوفین بطریقة ”برایل“ تكون قریبة من بلدة الزعتري حیث تسكن، او محافظة المفرق لكنھا لم تجد.

واضافت اریج انھا لجأت الى جمعیة خیریة تُعنى بذوي الاحتیاجات الخاصة، تعلمت بھا، ولكنھا توضح انھا لم تأخذ الدروس كباقي الفتیات من ابناء جیلھا.

وقالت انھا تعلمت في الجمعیة الكتابة والقراءة فقط، أما الدروس فلا تعرف عنھا شیئا، الا عن طریق السمع، مشیرة الى انھا نجحت في بعض المواد في مرحلة التعلیم الثانوي بمجھودھا، عن طریق الاستماع للدروس فقط.

وقال ولي أمر الطالب صالح وھو احد المكفوفین، إن بنه البالغ من العمر 12 سنة یدرس في الصف الاول حیث یعاني من مشكلة التأخر في التعلیم بسبب عدم وجود مدرسة تستقبل حالتھ ابنھم.

وقال احمد خالد ولي امر احد المكفوفین، انه لا یستطیع الذھاب بابنه بشكل مستمر الى عمان للحصول على كتب مكتوبة بلغة ”برایل“، بسبب بعد المسافة وسوء اوضاعه المادیة.

واشار الى عدم استطاعته تسجیل ابنه في مدرسة خاصة بالمكفوفین سیما مع عدم وجود مثل ھذه المدارس بالمفرق، مشیرا إلى أن المدارس الخاصة بالمكفوفین أغلبھا في عمان.

ولغة ”برایل“ ھي نظام الكتابة المستخدمة للمكفوفین أو ضعاف البصر عن طریق اللمس وھي لیست لغة بمعنى الكلمة، وإنما ھي طریقة للكتابة لتسھیل القراءة على ھذه الفئة من الناس. ویتكون نظام“ برایل“ من النقاط البارزة التي یمكن قراءتھا بالأصابع من قبل المكفوفین أو ضعاف البصر.

ویقوم النظام على تجسید الحروف على ورق خاص بنقاط ناتئة أو مقعرة یُمكن تحسسھا باللمس، ویُعبر عن كل حرف بتشكیلة من النقاط البارزة تُطبع على الورقة بفضل ریشة خاصة تُعرف بریشة ”برایل“.

وقال رئیس جمعیة رعایة الطفل الخیریة في البادیة الشمالیة الشرقیة قضاء أم جمال فارع المساعید، ان ھناك مدارس غیر مھیأة ومؤھلة لخدمة الاشخاص من ذوي الاحتیاجات الخاصة والمكفوفین.

وقال ان محافظة المفرق بحاجة الى مركز تشخیص ذوي الاحتیاجات الخاصة، لیوفر على اسر ذوي الاحتیاجات الخاصة عناء الذھاب إلى عمان والاماكن البعیدة.

من جھته قال مصدر مسؤول في وزارة التربیة والتعلیم، ان ھناك صعوبات تواجه المكفوفین الذین تم دمجھم في المدارس الحكومیة، اھمھا نقص معلمین متخصصین بطریقة ”برایل“، بالاضافة الى معلمین مؤھلین بتعلیم المكفوفین، علاوة على عدم معرفة اولیاء الامور بطریقة ”برایل“، خصوصا في المحافظات.

واضاف المصدر ذاته، ان مدارس المحافظات ھي الاقل حظاً بتوفیر كوادر تعلیمیة مؤھلة لتعلیم المكفوفین.

(الغد)

[02-04-2019 03:56 AM]