الرئيسية كواليس
أحداث اليوم - أدهم الغرايبة - ما أكتبه تالياً لا علاقة له بالرياضة، إنه محض سياسة.
فلقد حُرفت مداخلة للسيد جميل سلامه - أحد كبار الوحداتية - في إجتماع تداعى له عدد من محبي نادي الوحدات - لتدارس أمور تعني ناديهم - على طريقة "و ا تقربوا الصلاة"؛ فتلاقطناها جميعا.
الذين حظيوا بالاستماع لمداخلته كاملة إكتشفوا أن "و أنتم سكارى" قد قيلت على نحو ما، لكنها اقتطعت لغرض دنس.
المأخذ الوحيد على ما قاله السيد جميل هو أنه صب زيت السياسة على ماء الرياضة، لكني عموما أفهم من مغزى كلام السيد جميل أنه فلسطيني أصيل، رافض للتوطين، ومتمسك بصفته كلاجئ نُزع بالسلاح والظلم الدولي والتخاذل العربي من أرض أجداده، ليس غريبا أن يثير المقطع المجتزأ من كلامه بخصوص إنزال علم الأمم المتحدة ورفع علم الأردن كل هذا اللغط وحدة النقاش والتنابز المقيت المتبادل وإعادة التقسيم العامودي للمجتمع وحرف بوصلة الإهتمام الشعبي عن القضايا الكبرى، الغريب أن نبقى متمسكين بكل ما سبق إذا ما اكملنا المداخلة التي تؤكد رفضه التوطين ورفضه - الضمني- لترسيخ الانتماء لمجرد ناد بديلا للإنتماء الوطني الفلسطيني تحديدا.
وبالمناسبة هذا لا يتعارض مع الانتماء للأردن كما يتوهم أغلب الناس. فنحن نريد العافية للحركة الوطنية الفلسطينية كي يتجذر حق العودة بدلا من البحث عن جنسيات أخرى.
إذا كنا نرفض حقا صفقة القرن - التي ما زال وزير خارجيتنا بذاته لا يعرف عن تفاصيلها شيئا- فإن كلام السيد جميل يجب أن يثير إعجابنا وأن يحظى بتأيدنا.
لاشك أن هناك احقادا ونكرانا معلنين من البعض، وهناك من يقول ما هو أسفل من الحديث المجتزأ بحق البلد وأهلها، والغريب أن الجهات المعنية لا تكلف نفسها مجرد إستدعاء هؤلاء لمجرد العتب عليهم، فيما يحظى وطنيون أردنيون بما لا يليق بهم من معاملة ظالمة.
بالمناسبة فإن تصدي بعض الوحداتية لمحاولة تشويه إنتمائهم الأردن لا يحظى بالتصفيق والتصفير عند الحديث بإيجابية عن الأردن والأردنيين، إلا حينما يصل الحديث عن " القياده المظفرة " فقط !!
كوطني أردني انا مع مضمون الفكرة التي طرحها السيد جميل، وأن كنت أرغب بحديث أكثر وضوحا وصرامة فيما يتعلق برفض التوطين، مثلما أرغب بحوار شعبي بكلام لا يقبل التأويلات، وليس له إلا معان محددة، ليس فيما يخص العلاقة " الأردنية- الفلسطينية " فتلك علاقة نقية و معروفة، بل بالعلاقة " الأردنية- الأردنية الفلسطينية " ! فالاخيرة باتت هوية سياسية وإجتماعية انعزالية، ولا أشمل الجميع حتما، فبعض هؤلاء لا أستطيع أن أزاود عليه في محبته وعطاءه وحرصه على الأردن، إنما اتحدث عن غالبية الذين يعيشون في كانتونات مغلقة واغلب أثرياء عمان الغربية والغريبة معا، ويتوارثون أفكارا مسمومة ومزيفة !
كتبت ناقدا غير مرة عن "عقلية " الوحدات لا النادي فحسب، لكني أيضا لا يسعني إلا أن أبدي إعجابي بتنوع نشاطاته ، وحيوية لجانه، ونزاهة إنتخاباته، وانتماء جمهوره - بغض النظر عن توجهاته وبعض هتافاته - وحرفية إدارته ، وبالمناسبة فإن إفشال رئاسة السيد يوسف الصقور " المختار " خسارة كبيرة لأن الرجل أقل رؤساء الوحدات تعصبا - وليس اقلهم إنتماء- ومعروف بأخلاقه وحسن معاملته.
لكن قبل ذلك كله علينا أن نحاكم أنفسنا، بالذات فيما نتناقله عبر وسائل " التخاصم الاجتماعي "، فقصة السيد صوان تثبت اننا ما زلنا نميل حيث تميل رياح العبث التي لها محركيها الذي يستثمرون في بيئة الكراهية والشك واللاعقلانية التي تسيطر على المجتمع ... ولا بأس من أن نذكر هنا بالبيئة التي سهلت إغتيال زعيم وطني أردني تم تشويهه عمدا للخلاص منه هو ناهض حتر.