الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - لا أدري من الذي أفهم رئيس الوزراء عمر الرزاز أن الأردنيين جاحدي نعمة وملولين، ليطلق أمس نداءاته لهم بإشعال شموع الصبر بدلاً من لعن الظلام فالتحديات والأزمات في الأردن لم تأت بيوم وليلة ولن تنتهي بيوم وليلة، والفزعة وحدها لن تحل ما نواجهه، حيث يتطلب الأمر جهدًا وصبرً وعملًا تشاركيًا بحسب قوله.
لا يمكن لأي منا أنه يقتنع بدعوات الرزاز وحديثة عن الفقر والفقراء في الأردن والذي أعلن نسبة المطلق منه ب 15.7 % علماً بأن حسبة دولته لحالة الفقر شابتها قلة الدراية وعدم إدراك أحوال الأردنيين، ليس من المنطق أو المقبول أن يتحدث رئيس الوزراء بلا سند أو مرجع ليقول ،إن " الأسرة التي يعمل فيها إثنان غير فقيرة" دون أن يذكر مستوى الدخل الفعلي لهذة الأسرة وعدد أفرادها وما تلتزم به تجاه الدولة من ضرائب ورسوم وأجرة منزل ومواصلات وطعام وشراب وتعليم وصحة وتدفئة وبدل طاقة؟
معدلات الدخل للسواد الأعظم من الأردنيين يا دولة الرئيس ترزح دون خط الفقر المطلق والذي عرفته الأمم المتحدة سنة 1995 بأنه "حالة تتسم بالحرمان الشديد من الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي والصحة والمأوى والتعليم والمعلومات".
في آخر إحصائیات لأرقام الفقر والتي تعود لـ2010، فإن نسبة الفقراء في المملكة تقدر بـ14.4 %، وتشیر ھذه الأرقام الى أن خط الفقر المطلق (الغذائي وغیر الغذائي) یقدر بـ( 813.7 )دینارا للفرد سنویا (67.8دینارا شھریا) أو حوالي 2.2 دینار یومیا، أما خط الفقر الغذائي للفرد فقد بلغ 336 دینار سنویا (28 دینارا شھریا) أو حوالي 92 قرش یومیاً.
هل يعقل يا دولة الرئيس أن ترتفع نسبة الفقر المطلق خلال عشر سنوات 1.3% على الرغم من سوء الأوضاع الإقتصادية وارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 18.7 % بحسب تقرير دائرة الاحصاءات العامة للعام 2018 وتراجع مستويات الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين وتقلص حجمها بالتزامن مع ارتفاع جنوني للأسعار وفرض المزيد من الضرائب والرسوم وتراجع القدرات الشرائية للمواطنين وارتفاع معدلات التضخم 5.7 %خلال العام بحسب تقارير دائرة الاحصاءات 2018.
دولة الرئيس الكثير من الأردنيين تفائلوا بك عند التكليف لشخصك أولاً وعلمك ودماثة خلقك ثانياً إلا أن سياساتك الاقتصادية البعيدة كل البعد عن حياة الأردنين ومطالبهم اليومية وتصريحاتك التي تعكس عدم دراية باحتياجات الشارع والمستوى الحرج الذي وصل إليه هبطت بنسب الرضا عنك وعن فريقك الوزاري حتى عند من كانوا يرحبون بك في البداية ويردون نيابة عنك في كل مناسبة تمت مهاجمتك فيها.