الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تصریحات غرینبلات المضللة

    جیسون غرینبلات ھو أحد اضلاع المثلث الشرس الذي یستھدف الفلسطینیین إذ یسعى مع جارید كوشنر ودیفید فریدمان إلى الإجھاز على حل الدولتین الذي یعتبر مصلحة أردنیة علیا. قبل أیام قلیلة، كتب غرینبلات تغریدة – ربما حتى لا یحرج أصدقاءه في الأردن – تفید بأن صفقة القرن لا تشیر إلى تحویل الأردن إلى وطن بدیل ولا تتناول مسألة الكونفدرالیة بین الأردن والفلسطینیین.

    وبالفعل سارع اتباع غرینبلات في الأردن إلى الاحتفاء بھذه التصریحات المضللة على اعتبار ان الأردن لیس مستھدفا!

    قبل أسبوع تحدث كوشنر لمجلة التایم الأمیركیة عن مبرر صفقة القرن القائم على فشل كل محاولات حل الدولتین وضرورة تخطي ھذه العقبة وحل الصراع، وأي قراءة لما تحدث عنه جارید كوشنر – كما ورد بصحیفة ھآرتس – ستكشف عن ھدفین أساسیین لصفقة القرن وھما: شطب حل الدولتین والحدیث ھنا عن حكم ذاتي محدود للفلسطینیین وتوطین اللاجئین.

    یرى الثلاثي الیھودي – كوشنر، غرینبلات وفریدمان – أن محاولات حل الصراع على أساس حل الدولتین باءت بالفشل وأن ھناك ضرورة لمقاربة جدیدة، وبالتالي لیس في مخیال ھذا الثلاثي المؤثر في الإدارة الأمیركیة أي تصور لما یلبي الحد الأدنى من مطالب الأردنیین والفلسطینیین.

    وعلاوة على ذلك، عرض كوشنر على الأردن في شھر حزیران الماضي دعم خزینة الحكومة مباشرة مقابل شطب وكالة الغوث ما یعني التوطین. وتوطین اللاجئین بالأردن یعني بشكل مباشر الوطن البدیل لھذه الشریحة من اللاجئین.

    یحیرني كثیرا اندفاع بعض الأردنیین – الذین لا یتعدون أصابع الید الواحدة – لتصدیق ما یقوله جیسون غرینبلات بخصوص الأردن وكیف یمكن أن تكون تغریداتھ المخادعة مصدرا لاطمئنان ھذه الفئة السطحیة! لا أعرف كیف لا یكون الأردن مستھدفا في وقت یسعى فیھ الثلاثي الأمیركي.

    الیھودي إلى منح الفلسطینیین فقط حكما ذاتیا محدودا وشطب حق العودة وضم أغلب أراضي الضفة الغربیة وإخراج القدس كاملة من أي مفاوضات! كتب أمیر تیبون مراسل صحیفة ھآرتس ما یفید أن الإدارة الأمیركیة قلقة من موقف الأردن السلبي تجاه الخطة المزمع الإعلان عنھا بعد تشكیل حكومة إسرائیل، ویقول تیبون إن الإدارة متفائلة بشأن
    مواقف السعودیة والإمارات لكنھا تخشى من موقف الأردن ومصر. فالأردنیون والمصریون كانوا قد عبروا من خلال قنوات رسمیة بأنھم لا یقبلون أي خطة لا تنص على إقامة دولة فلسطینیة وعاصمتھا القدس الشرقیة. فبدون موافقة الأردن والفلسطینیین والمصریین لا یمكن فرض الخطة حتى لو تبرعت دول مقتدرة بعشرات الملیارات من الدولارات.

    ما یھمنا كأردنیین لیس الموقف من الخطة، فھناك موقف شعبي ورسمي متطابق یرفض ھذه الخطة بصرف النظر عن الثمن، لكن ھناك ما یفید أن الإدارة الأمیركیة تسعى لتجنید عدد من الإعلامیین العرب للدفاع عن الخطة، وھكذا یمكن فھم تغریدات غرینبلات حتى تساعد اتباعه في الأردن لتلیین الموقف الداخلي! فالثلاثي الشرس یرى بأن ھناك ضرورة لخوض معركة كسب الرأي العام العربي وھذا یتطلب توظیف خبراء أجانب وعرب لتجنید الرأي العام خلف خطة نعرف من الآن بأنھا تستھدف الأردن وبقاءه بالشكل الذي نعرف.





    [27-04-2019 08:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع