الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
شفاء القضاة – شهدت السنوات الأخيرة انخفاضًا في عقود الزواج، إذ بلغ عددها 81373 عام 2016 و77700 عام 2017، لتواصل الانخفاض إلى70734، بحسب مستشار قاضي القضاة أشرف العمري.
وقال لـ"أحداث اليوم" إن "لا إحصائيات مُعدةً حتى الآن، للربع الأول من العام الحالي"، إلا أن المؤشر الإحصائي يظهر انخفاضًا بمعدل 20 عقدًا يوميًا خلال 2018 عن عام 2017.
وأضاف العمري أن زواج القاصرات دون سن 18 انخفض بنسبة 21% خلال العامين الماضيين وارتفع عدد حالات زواجهنَّ في عمان، في حين انخفض بمحافظة الطفيلة.
اقرأ أيضًا:
من جانبه أكد المحلل الاقتصادي خالد الزبيدي لـ"أحداث اليوم" وجود جانبين للمشكلة؛ الاجتماعي والثقافي، والاقتصادي، موضِحًا " المهور مكلفةٌ جدًا، وتكاليف الزفاف كذلك بما يتعلق بالجانب الأول".
وتابع أن ازدياد نسب البطالة لتسجل 18.7 شكلت عائِقًا قويًا لدى الشباب، إذ أنَ متطلبات الحياة الحاليّة تستوجبُ عليهم العمل لتكوين أُسرة، وهو الأمر الذي يستحيل في ظل تفشيها.
وأشار الزبيدي إلى أننا "نحتاج لتشغيل الشباب؛ لتشجيعهم على الزواج، خاصةً في ظل عدم توفر فرص العمل الحقيقيّة، هُناك 70 ألف شاب يدخلون سوق العملِ سنويًا، بيد أن كلما تقوم بهِ الحكومة هو فرض الضرائِبِ ورفعها، وإبعاد المستثمرين مما يُعيقُ العمل عند الشباب".
ووصف اجراءات الحكومة بـ"الذي يرى المُشكلة ويعزفُ عن حلها"، بالإضافة إلى أنَّ بيئة الاستثمار في الأُردن غير جيّدة، وكذلك عدم وجود وزراء اقتصاديين تنمويين حقيقيين، وعجز الموازنة وعدم انخفاض الدين العام، كلها مشاكل أدت إلى عدم استفحال البطالة وبالتالي انتشار الفقر الذي يقفُ عائقًا في وجه الزواج، على حد تعبيره.
اقرأ أيضًا:
وأرجع الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي في حديثٍ لـ"أحداث اليوم" الانخفاض إلى عددٍ من الأسباب، يترأسها تفضيلات الشباب في المجتمع بعد تخرجهم استبعدت الزواج، وركزت على إيجاد فرص العمل وتكوين أنفسهم، بالإضافة إلى الاستقلاليّةِ عن الأهل وعدم الاعتماد عليهم.
وأضاف أنه وفي عام 2018 دخل مؤشرٌ جديد وهو "تفضيل الشباب للهجرةِ من الأردن نتيجة الظروف الطاردة السياسيَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيّة، حيثُ أشارت آخر الأرقام الصادرةِ عن وزارة الخارجيّة الأميركيّة أن 195 ألفَ طلبِ هجرةٍ من الأردن للولايات المتحدة"، لافتًا إلى أن "هؤلاء لا يريدون الزواج ولا الارتباط في المملكة".
وأكد الخزاعي أن الأرقام مؤشرٌ خطير كونه سيؤدي لارتفاع متوسط العمر عند الزواج وخفض عدد المواليد في الأردن، إذ ارتفع متوسط عمر الزواج لدى الذكور إلى عمر 31 سنة، ولدى الإناث الى 26 سنة.
وتطرق إلى أن تدني الحد الأدنى للأجور في المملكة يُعدُ عاملًا هامًا للعزوف عن الزواج إذ احتل الأردن المرتبة 120 عالميًا من حيث معدلات الدخل للفرد، حسب تصنيفات صندوق النقد الدولي، و"25% من القوى العاملة في المملكة راتبها أقل من 300 دينار، في المقابل اتخذت الحكومة قرارا برفع رسوم عقد الزواج من 15 إلى 25 دينار في العام 2015".
اقرأ أيضًا:
وذكر بيانٌ لجمعية معهد تضامن النساء الأردني وصل "أحداث اليوم" نسخةُ عنه أن "التراجع في عقود الزواج خلال 2018، غير مسبوق منذ سبع سنوات، ووصل إلى مستويات عام 2012، مما يؤكد وجود مشكلات جدية تستدعي التحرك السريع لمواجهتها".
وأضاف أن "تحليل المؤشرات يجب ربطه مع الفقر والبطالة وخروج الإناث من سوق العمل من الناحية السلبية، ومع برامج الصحة الإنجابية والفرصة السكانية من الناحية الإيجابية، وقد تكون جميعها أسباباً مباشرة لما آلت إليه أرقام عقود الزواج".
وأظهرت آخر المؤشرات الأردنية ارتفاع متوسط عمر الذكور عند الزواج الأول ليقترب من 32 سنة، وللإناث بحدود 26 سنة، وبينت الإحصاءات أن 62% من سكان المملكة تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 64 سنة، وأن 34.3% أعمارهم أقل من 15 سنة، وتشكل النساء نحو 47% من عدد السكان الإجمالي البالغ 10.053 ملايين نسمة.
ومن حيث الزواج، فنحو 55.5% من مجموع الأردنيين (15 سنة فأكثر) متزوجون، ونسبة الأردنيات المتزوجات تبلغ 56.2%، وهي أعلى من نسبة الذكور البالغة 54.8%، ويبلغ متوسط حجم الأسرة 4.8 أفراد، بحسب البيان.