الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل الصَّبْرُ مقدم عن الصلاة؟

    خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم بقوله ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (الأحقاف: 35))، وقوله (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (النحل: 127)) وقد امتدح الله تعالى عباده الصابرين، حيث قال (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (البقرة: 177)). وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران: 200)). وقال تعالى أيضاً (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة: 155)).

    مما تقدم من الآيات يتضح لنا أن الصبر ليس بالأمر السهل وخصوصاً على مصائب الدهر من عدم الأمن والأمان والفقر والغلاء وقلة المال وفقدان الأنفس وما يملك الإنسان من مختلف الممتلكات. والصبر على عداوة الناس والماكرون والمخادعون والكذَابون والحاسدون والمنافقون، والصبر في البأساء والضراء وحين البأس والصبر على قتال الكفار والأعداء، وما النصر إلا صبر ساعة. والصبر على أوامر الله ونواهيه وعلى وساوس الشيطان بكل أنواعها من مغريات الحياة وعلى الأقدار وعلى تقوى الله وعبادته. فالصبر من الأخلاق العظيمه، والذي يتحلى بالصبر يكون هو الرابح في كل أمور حياته لأنه في التأني السلامة وفي العجلة الندامة والخسران. ولأهمية الصبر، ماجمع الله ذِكْرَ الصبر والصلاة في جميع الآيات في القرآن الكريم إلا وذكر الصبر قبل الصلاة لأهميته العظمى رغم أن الصلاة هي عمود الدين. والأدلة على ذلك الأية (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (البقرة: 45)) وكيف نخشع في صلاتنا بدون تأني وصبر في القراءة والركوع والسجود، والآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة: 153)).

    فعلينا بالصبر جميعاً ولا ننسى صبر سيدنا يعقوب على فراق إبنه يوسف، وصبر سيدنا أيوب على إبتلاءاته المختلفه. ولنتنافس فيما بيننا في من يكون صبره أكبر من غيره على ما يواجهه من إمتحانات وإبتلاءات صعبه جداً في جميع نواحي الحياة. والصبر بعون الله مفتاح الفرج، وقال الشاعر: كلما ضاقت وإستحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تُفْرَجِ.





    [12-05-2019 10:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع