الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العقم أو هبة الذكور أو الإناث بيد الله

    خلقنا الله من نفسٍ واحدة سيدنا آدم عليه السلام وحتى تَعْمُرَ الأرض خلق الله لآدم زوجه من نفسه لتؤنس وحشته وليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً (يًا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)).

    وعن طريق الزواج بين ذكور وإناث آدم وزوجه تكاثرت الأمم وتنوعت وأصبحت مختلفة الألوان والألسن (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ( الروم: 22)). ومن طبيعة النفس البشرية أن الإنسان يحب أن يكون من ذريته النوعين الذكور والإناث. ولكن بعض الناس إذا لم يرزقهم الله بالذكور من زوجاتهم يتزوجون عليهم ظانين أن أمر الذكر أو الأنثى من الزوجه، وربما البعض يطلقون زوجاتهم ويتزوجون عليهم وهكذا كان الإعتقاد قائم عند معظم بني آدم.

    ولكن أمر أن يُهَبَ الإنسان بالذكور و/ أو الإناث هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس بشطارة الزوج أو الزوجة وهذا الأمر مفروغ منه ويعلمه جميع الأطباء في العالم حق العلم.

    ولو كان الأمر بيد الأطباء لكان أهل الصين الذي تم تحديد عدد الأولاد عندهم من قبل حكومتهم قبل سنين بولدين فقط والآن أصبح ولداً واحداً فقط لحاول الجميع أن يُهَبَ لهم ذكوراً وليس إناثاً. والدليل القطعي على أن الأمر بيد الله ولا مجال فيه للنقاش، هما الآيتين التاليتين (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (الشورى: 49 و 50)).

    فعلى كل إنسان رزقه الله بإناث فقط أو بذكور فقط أن يحمد الله على أنه لم يجعله الله عقيماً. وكل إنسان رزقه الله بالذكور والإناث أن يحمد الله على أنه لم يجعله الله عقيماً ويشكره بزيادة على أن وهب له النوعين حتى لا يتمنى أن يرزقه الله بالنوع الآخر.

    وكل من جعله الله عقيماً أن يحمد الله أيضاً لأنه ربما لو رزقه الله بالولد لكان شقاءاً له (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، نَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التغابن: 14 و 15). ولا ننسى قصة الغلام الذي قتله سيدنا الخضر في سورة الكهف لأنه كان سيشقي والديه.

    وننصح كل من وهب الله له الأولاد من نوع واحد أو من النوعين أن ينشئهم النشأة الصحيحة وأن لا يُلْهُوهُ عن ذكر وعبادة الله حتى لا يخسر الدنيا والآخرة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافقين: 9)). ولنحمد لله على كل شيء منه لأنه لا يعلم الغيب إلا هو.





    [12-05-2019 10:40 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع