الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    زواج البنات الصغار من المتزوجين

    خلق الله آدم عليه السلام وخلق له زوجه من نفسه ليعمرا الأرض مع ذريتهما عن طريق زواجهما من بعضهما وعن طريق زواج الذكور والإناث من ذريتهما من بعضهم البعض في بداية إعمار الأرض حيث كان مسوحاً به.

    ومن الشيء الطبيعي جداً أن تبحث الأنثى عن ذكر ليكون زوجاً لها وكذلك الذكر يبحث عن أنثى لتكون زوجةً له ويبنيا أسره من ذريتهما في المجتمع. وهذه سنة الله في خلقه منذ بداية إعمار الكرة الأرضية من بني آدم.

    والأنثى تعتبر سكنا للرجل وهي التي توفر له المودة والرحمة والعطف والحنان... إلخ حتى تستمر الحياة وينشأ الأولاد في بيئة سليمة (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). ومن الطبيعي جداً أن يفوق عدد الإناث عدد الذكور لأن الله قال في كتابه العزيز ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (النساء: 3)). فكيف يمكن للذكر أن يتزوج أكثر من أنثى لو لم يكن عدد الإناث يفوق عدد الذكور والله أصدق القائلين.

    لقد إزداد عدد الإناث في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وفي العالم الأجنبي أيضاً كثيراً. والأنثى بفطرتها تحب أن تكون أماً ويكون لها زوجاً ومنزلاً وأسره وكذلك الرجل، فمن حق الأنثى أن تتزوج وهي النصف الآخر للذكر. وهذا ما أعلمنا الله إياه عندما خلق زوج آدم من نفسه وتزوجا من بعضهما وأنجبا الذكور والإناث وتزوجوا من بعضهم البعض ومن ذراريهم أصبحنا بني البشر أمماً مختلفة الألوان والألسن.

    ولإزدياد عدد الإناث عن عدد الذكور بشكل كبير ولصعوبة الحياة من حيث تكاليف الزواج وفتح بيت وبناء أسرة أصبح عزوف الشباب عن الزواج واضح جداً وقد كتبت مقالة سابقة بعنوان " عزوف الشباب عن الزواج "، فأصبح الحصول على زوج قادر على مصاريف الزوجه وفتح بيت صعب جداً.

    فالسؤال الذي يتبادل إلى الذهن هو: ما هو الحل؟ الحل في نظر معظم النساء المتزوجات هو من مسؤولية الدولة ومسؤولية علماء الدين وعلماء الإجتماع والمثقفين في المجتمعات، فعليهم أن يجدوا حلولاً مختلفة لمساعدة الشباب على الزواج، وهي تعتبر من الحاجات الرئيسة لهم. ولكن هل الدولة ومن ذكرنا بادروا في الإستشعار عن بعد في تفاقم هذه المشكلة؟! لا أريد أن أخوض في مواضيع أخرى كطوفان الطلاق الذي كتبت عنه أيضاً مقالة منفصلة سابقاً.

    ولكون الأمر في تامين أزواج للإناث وخصوصاً الذين أصبحوا في حالة هستيرية من أن يتعدى بهن العمر ويفوتهن القطار تُرِكَ لهن. فأصبحن يبحثن بأنفسهن عن الزوج الذي يكفيهن تكاليف الزواج ويُقْدِمْنَ على الزواج من المتزوجين بغض النظر عما يحدث رغم أننا لا نحبذ أن يكن سبباُ في طلاق الأولى.

    والكثير منهن لا يكترثن فيما إذا ألحقن التعاسة أو الدمار (إصطلاح المتزوجات) في إنسانه أخرى أو بأفراد أسرة أخرى لأنهن حاقدات على المجتمع. فنتساءل مرة ثانية ما هو الحل؟! والأسئلة التي تتبع: لماذا أقدم الزوج المتزوج على الزواج الثاني وهو يعلم تفاصيل الزواج ومسؤولياته؟! ولماذا الزوجه لم تجعل زوجها كالخاتم بيدها وتطبق نصيحة الأم البدوية لإبنتها في ليلة زفافها: كوني له أمةً يكن لك عبداً؟! ولماذا لا يشعرن النساء المتزوجات مع الإناث الذين أوشكن أن يفوتهن قطار الزواج وأن يضعن أنفسهن في ظروف هذه الإناث وإن كان أزولجهن قادرين على الزواج من ثانية أن يشجعنهم ويصبحن مع الزوجات الجدد كالأخوات ويكسبن الأجر فيهن من الله؟!. وهناك كثير من الإناث لا يطالبن إلا بزوج يستر عليهن ولا يطلبن منه أية تكاليف. فنسأل الله التوفيق لبناتنا وبنات المسلمين في جميع بقاع الأرض بما يرضى الله وأن نخاف الله فيهن.





    [14-05-2019 12:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع